الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الفشل في الرياضيات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أبارك لكم عملكم في الموقع، وأود أن أسأل المركز أو القائمين.

مشكلتي مع الدراسة، وخاصة مادة الرياضيات، فأنا بالمرحلة الثانوية، وفي فلسطين يجب تحديد الفرع الأدبي أو العلمي من الصف الثاني الثانوي، وأنا طبيعتي مغرمة بشيء اسمه مادة أحياء، وهي تحتاج إلى الدخول إلى الفرع العلمي، ولكن مشكلة الرياضيات تسبب لي المشاكل في حياتي، فأنا حلمي أن أدخل في الجامعة أحياء، لكن أنا مستواي العلمي في الرياضيات جيد جداً، وأنا خائفة إذا دخلت العلمي ألا أنجح بالرياضيات!

علماً أنه يوجد لي بنت خال بالعائلة في مثل سني، ودخلت العلمي، وأنا سجلت في العلمي، لكني خائفة؛ لأن عائلتي تطلب مني مجموعا بالثانوية العامة في معدل التسعين فما فوق، وأنا قادرة على ذلك لولا الرياضيات، لكن السؤال: هل أصلح للعلمي أو سأنجح بالرياضيات؟

ملاحظة: مديري الفاضل، ومدرسي، نصحوني بالعلمي، ومع ذلك أشعر بالخوف. أرجو الإفادة، وبارك الله فيكم، وأتم نعمته عليكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الخوف من الفشل يدفع لمزيد من الاجتهاد، وهذا هو الوجه الإيجابي للخوف، ولكن هذه الجرعة إذا زادت تصيب الإنسان بالإحباط، والصواب أن المسلم يثق بالله وينتظر تأييده وتوفيقه بعد أن يفعل الأسباب (فيعقلها ويتوكل).

وإذا كنت ممن يحب مادة الأحياء فهذا شرط أساسي للتفوق والنجاح بإذن الله، وإذا كانت الرياضات هي المشكلة فمن واجبك مضاعفة الجهد والتركيز في هذه المادة، وإذا كان مستواك جيداً جداً، فلماذا الخوف وقد حددت موطن الضعف؟!

وعلى الإنسان أن يسعى ويجتهد وليس عليه إدراك النجاح؛ لأن ذلك بيد الله، وما عند الله إنما ينال بطاعته والتوجه إليه سبحانه، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.

ولا شك أن إصرار الأهل على هذا المستوى المرتفع؛ لمعرفتهم وثقتهم بما وهبك الله من قدرات ومواهب، وما عليك إلا أن تثقي بنفسك، وقبل ذلك تتوكلين على الله وتجتهدين، وأحسن من قال:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء

وكل أملٍ يتحقق -بإذن الله- بالاجتهاد والعمل.

ولا شك أن المدرس هو أعرف الناس بطلابه وهو أحرص الناس على مصلحتهم، فإذا كان التخصص هو رأي المدير والمدرس، فأبشري بالنجاح -بإذن الله- ، واطردي الخوف السلبي، وحولي هذه المشاعر إلى مذاكرة واجتهاد، وقبل ذلك احرصي على طاعة رب العباد، فإنه لا خاذل لمن وفقه وسدده.

ومما يساعدك على النجاح ما يلي:-
1- اختيار الأوقات المناسبة للقراءة مع الحرص على تنظيم الوقت.
2- استخدام الكتابة في المذاكرة، وخاصة مادة الرياضيات يفضل مذاكرتها في الأوقات الهادئة، واستخدام الورقة والقلم في مذكراتها بعد حفظ القوانين والقواعد.
3- لا تواصلي القراءة عندما تشعرين بالتعب، واطردي الملل بتغيير المكان والترويح على النفس.
4- احرصي على طاعة الله، فإن العلم نور، ونور الله لا يعطى لعاص.
5- احفظي بصرك عن الحرام وسمعك، وواجهي نعم الله عليك بالشكر.
6- احرصي على طاعة والديك لتسعدي بحبهم ودعواتهم لك.
7- اتخذي جدولا يومياً للمذاكرة، ولا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد.
8- أداء الصلوات في وقتها والاستفادة من البكور.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً