الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف إلى من أنتمي وأشعر بفقدان الهوية، أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

علماءنا الأفاضل القائمين على موقع إسلام ويب، أسأل الله أن يبارك جهودكم ويزيدكم من فضله، وينفع بكم كل ضال حائر.

عندي مشكلة كشاب مسلم وهي: أني لا أعرف إلى من أنتمي بالضبط؟ وهذا ينعكس سلباً على تحديد هويتي في المجتمع، وكل ذلك يؤدي بالتبعية إلى فقدان الرغبة في السعي؛ لعدم معرفة إلى أي شيء ينبغي أن أسعى بالضبط، وعدم وجود أي طموحات، أو أي معالم، أو تخطيط للمستقبل.

لا أدري ربما بسبب مشكلة جهلي بمن أنتمي إليه، وسأصل إلى مشاكل واضطرابات نفسية، أسأل الله العافية لي ولجميع شباب المسلمين.

ملحوظة: ربما لم أستطع التعبير بدقة عن مشاعري، ولكن أملي ببصيرتكم، وبما استطعت أن أفكه في هذه السطور القليلة من طلاسم مشاعري.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك أيها الشاب على تواصلك معنا، وعلى محاولة شرحك لنا ما تشعر به، ومن الواضح أنه لم يكن بالأمر السهل -أعانك الله، ويسّر لك أمرك- وشكراً لك على دعائك لنا بمباركة الجهود، تقبل الله منا ومنك.

الذي فهمته من سؤالك أنك لا تشعر بالوضوح الكبير لمن تكون! وما هي أهدافك! وما تريد أن تحقق في حياتك! وبعدم وجود الطموح في تحقيق شيء ما، له القيمة والفائدة.

أبشرك أن حالك أفضل بكثير من الشباب الذين ربما يشعرون بما تشعر، إلا أنهم لا يبحثون عن المخرج، فلا يسألون كما سألت عنه أنت، فهذا بحدّ ذاته أمر طيب.

يغلب على ظني أنك شاب صغير نسبياً، وإن كنت لم تخبرنا بعمرك، فمثل هذا الموقف وهذا الحال يشعر به عادة الشاب، وهو يبحث عن طريقه، ويشقّ دربه في هذه الحياة، ريثما يخرج من حالة الحيرة هذه، ويبدأ بوضع الأهداف لحياته.

أريدك ولبعض الوقت أن تنسى أن عليك أن تعيش لهدف كبير، وفلسفة كبيرة تفسّر فيها موضوع الحياة، ولماذا نعيش؟ وما وراء هذه الحياة؟ أقول: تنسى هذا لبعض الوقت كي لا تضيع وتتوه في مثل هذه الأسئلة الكبيرة، وأن تعمل على التركيز قليلاً على ما بين يديك من العمل والواجب، والذي يتوقف على طبيعة عمرك، وعلى ما هو مطلوب منك، فمثلاً: إذا كنت شاباً في التعليم، فاحرص على القيام بواجبك من الدراسة والتحضير والمذاكرة، وإن كنت تعمل في مهنة ما، فتركز على عملك بعيداً عن الأسئلة الفلسفية الكبيرة عن الحياة ومغزاها.

وفي نفس الوقت أن تعمل على الاعتناء بنفسك من ناحية التزام الواجبات من الصلاة، والقرب من كتاب الله تعالى، ومن الاهتمام بالأنشطة الرياضية المختلفة، ومن التواصل مع الطيبين من أصحابك؛ فالعزلة والوحدة لا يُنصح بها في معظم الحالات، والتواصل مع الناس من أسرة وأصدقاء سيعينك كثيراً على الخروج من هذا الحال الذي تشتكي منه، وعلى وضوح الأجوبة التي تريد، من مثل: من أنت؟ وما هو هدفك في الحياة؟ وما هي طموحاتك؟

طبعاً يمكنني أن أعطيك بعض الإجابات على هذه الأسئلة التي طرحتها أنت، إلا أني أريدك أن تكتشف أجوبتها بنفسك، وإن أخذ الأمر بعض الوقت.

وفقك الله وشرح صدرك لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً