الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن قلبي توقف في بداية النوم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، مؤخراً أصبحت أعاني من شعور يأتيني قبل النوم بمعدل 2-3 أيام في الأسبوع، وفي الحقيقه لا أعرف كيف أصفه، يأتيني في اللحظات الأخيرة من استسلامي للنوم، حيث يبدأ بدوار يليه ما يشبه انهيار كامل لوظائف جسمي، وأشعر كأن قلبي توقف، فأنهض من فراشي خائفا، وكأنني أحاول أن أنقذ نفسي، وأشعر عندها بفتور في الجسم، وخفقان وتنميل.

أبدأ بالضغط على أطرافي، وترديد الاذكار والتنفس بعمق حتى أهدأ، وأستعيد وضعي الطبيعي، وأحياناً لا تستمر هذه الحالة كثيراً، وأتجاوزها، لكن أحياناً تستمر لساعات، وتعود كلما حاولت العودة إلى النوم؛ مما يضطرني للبقاء مستيقضاً لساعات.

ملاحظة: أتسم بشخصية قلقة ورهابية، ولدي مشاكل هضمية كارتفاع حموضة المعدة، وانتفاخات وآلام متفرقة في أسفل البطن، وتزيد هذه الأعراض عندما أتناول أطعمه دسمة، وكثيرة التوابل، أو عندما أتعرض لضغوطات نفسية، فما تشخيصكم لحالتي؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: هذه الظاهرة نشاهدها لدى بعض الناس الذين يعانون من القلق والتوتر، قد يحدث لهم نوع ممَّا نسميه بالهلاوس الكاذبة، تأتي قبل النوم، أو قبل الدخول الكامل في النوم، وكذلك بعد الاستيقاظ لدى بعض الناس، والإنسان قد يحسّ كأنّ هنالك تيارا كهربائيا يسيري في جسده، أو قد يسمع شيئًا من الأصوات غير الواضحة، أو قد يرى وميضًا من الإضاءة أمامه غير واضح، أو قد يحدث له شيء من الدوّار -كما ذكرتَ-، أو تسارع في ضربات القلب، وهكذا، هذه الظواهر تحدث، وهي مرتبطة بالقلق، ولا أرى لها تفسيرًا غير ذلك.

فيا -أخي الكريم-: من الأفضل أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامّة، الفحوصات الروتينية مهمَّة، الإنسان حين يشتكي من أي شكوى -حتى ولو نفسيَّة مائة بالمائة- لابد له من مراجعة طبيب الباطنة أو طبيب المركز الصحي من أجل إجراء الفحص الجسدي العام والتأكد من مستوى ضغط الدم، ثم بعد ذلك تُجرى الفحوصات المختبرية لمعرفة قوة الدم، ومستوى السكر، ووظائف الكبد والكلى، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، هذه فحوصات روتينية مهمَّة ضرورية، ومعرفتها دائمًا يعتبر أمرًا إيجابيًا ليعيش الحياة صحية جيدة وفاعلة.

أرجعُ مرة أخرى لهذه الظاهرة التي تعاني منها، أقول لك: إنها ظاهرة بسيطة، حتى وإن كانت مزعجة، وعلاجها يتمثل في:

أولاً: أن تُطبق تمارين استرخائية مكثّفة، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015)، أوردنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فيا -أخي الكريم-: أرجو أن ترجع لها وتُطبق التمارين كما هي موصوفة.

ثانياً: ممارسة الرياضة مهم جدًّا، الرياضة تُساعد كثيرًا في أن ينام الإنسان نومًا بمراحله الأربعة المعروفة، ويكون نومًا مُريحًا دون أي صعوبات أو ظواهر مثل التي تعاني منها.

ثالثا: من المهم جدًّا أن تتجنب النوم في أثناء النهار، اجعل نومك ليلاً، وثبت وقت النوم، والحرص على الأذكار مهم، ولا تذهب إلى الفراش إلا بعد أن تحس بشيء من النعاس.

رابعاً: وجبات الطعام يجب أن تتناولها مبكرًا في المساء إذا كنت من الذين يتناولون طعام العشاء، ولا بد أن تكون الوجبة خفيفة وغير دسمة.

خامساً: تجنب تناول الشاي والقهوة في فترات المساء أيضًا نعتبره مهمًّا، لأن الكافيين يُعتبر دواءً مُثيرًا لكثير من الظواهر القلقية النفسية.

أخي الكريم: أرجو أن تكون شخصًا كثير التواصل الاجتماعي، وأن تُعبِّر عن نفسك أولا بأول؛ هذا يزيل القلق، ومن الضروري أن تُحسن إدارة الوقت، هذا مهمٌّ جدًّا.

أخي الكريم: هنالك دواء بسيط يُسمى تجاريًا (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سلبرايد) سيكون مفيدًا في حالتك، الدواء بسيط ولا يحتاج إلى بسيط، الجرعة هي: أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين -وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا- بعد انقضاء الشهرين اجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً