الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري... فهل دواء الفافرين مناسب لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لو تعلمون مدى الإفادة التي استفدتها من موقعكم فجزاكم الله كل خير.
عمري 26 سنة، أعاني من الوسواس القهري منذ الصغر, بدأ الوسواس بالنظافة وقد تطور معي على مر السنين إلى أن وصلت إلى مرحلة الله أعلم بها, أصبحت أخاف من كل شيء أمراض جسدية ونفسية, الحالات الاجتماعية, قلق وخفقان دائم في القلب, وعدم الاستقرار في العمل والآن عاطل عن العمل, خوف من المستقبل ومن والزواج، ولم يكن لدي خيار إلا الصبر والدعاء؛ لارتفاع تكلفه الأطباء النفسيين، مع العلم أنني ذهبت في البداية إلى طبيب نفسي، ووصف لي دواء (Unirox و Solian)، ولكن بعد مدة لم يكن لدي المال الكافي للاستمرار على العلاج فتوقفت عن أخذ الأدوية بعد مرور شهرين مما أدى إلى زيادة الطين بلة.

قبل 4 أشهر قرأت عن حالات مشابهة في موقعكم، وتيسرت لأخذ دواء الفافرين بعد الاستخارة -والحمد لله والشكر- تحسنت بنسبة 60%, في البداية أخذت 50 مليجرام وبدأت بالزيادة إلى أن وصلت 300 مليجرام، ولكن إلى الآن أحس بنكسات، وأكثر موضوع يقلقني هو وسواس الجمال حيث خضعت لأكثر من عملية تجميل, مع العلم أنني أتبع طرق العلاج السلوكي، وقد استفدت منه في أكثر من ناحية ولكن ليس مع وسواس الجمال.

الرجاء منكم أن تفيدوني هل الفافرين مناسب لحالتي؟ وهل أتناول أدوية أخرى تدعم الفافرين؟ وهل نسبة الفافرين مناسبة؟ وهل لهذه الأدوية أثار جانبية على الكلى أو الكبد؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zaid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: مع الوسواس القهري عندك نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي، وهذا واضح في وجود خفقان القلب، والقلق عند الاجتماع مع الناس من حولك، وطبعاً هذا أثر عليك وتركت العمل، أما بخصوص وسواس الجمال، فكان ليس من المستحسن أن تجرى عمليات جراحية استجابة للوسواس فهذا يدعم الوسواس ولا يساعد في تخفيفه، بل بالعكس يجب عند وسواس الجمال منع الشخص من التصرف بموجب هذا الوسواس.

والشيء الآخر العمليات الجراحية الخاصة بالجمال هي أكثر تكلفة من العلاج النفسي، وفي كل أنحاء العالم جراحة التجميل غالية الثمن وباهظة ولا تغطى بالتأمين، فكيف يمكن العلاج النفسي يكون أغلى من جراحة التجميل؟!

أما عدم الاستجابة للعلاج السلوكي فربما لم يطبق بالصورة الصحيحة، هناك معالجون نفسيون ذووا كفاءة عالية في تطبيق العلاج السلوكي المعرفي؛ حيث يجب تقييم المريض تقييما صحيحا ومن ثم وضع خطة علاجية متدرجة ومنضبطة بالعلاج السلوكي المعرفي.

أما بخصوص الفافرين فـ 300 مليجراما هي جرعة كبيرة، ولا يؤثر على الكبد والكلى، ولكن إذا لم يتم التحسن على هذه الجرعة فيمكن إضافة دواء آخر، ويفضل أن يكون من فصيلة أخرى مثل أنفرانيل أو الكلوميبرامين، ويمكن أن تبدأ بـ 25 مليجراما يومياً ثم تزيد كل ثلاثة أيام الجرعة حتى تصل 75 مليجراما في اليوم تأخذها على ثلاث مرات، وأنا أفضل أن يخفض الفافرين كل 25 مليجراما من الانفرانيل تفخض أمامها 50 مليجراما من الفافرين، أي عندما تصل 75 مليجراما من الانفرانيل تأخذ معه 150 مليجراما من الفافرين، وإذا ذهب الوسواس استمر على هذين الدوائين لفترة بين 6 أشهر إلى 9 أشهر ومن ثم يمكن خفضهما، ابدأ بدواء واحد في الأول فخفض الجرعة ربع الجرعة كل أسبوع حتى ينتهي، ثم خفض الدواء الآخر هذا مع علاج سلوكي معرفي من شخص متمرس في هذا النوع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً