الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة بين ثلاثة شباب تسببت في تعلقهم بي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 22 سنة، جميلة وخلوقة، تقدم لخطبتي الكثير من الشباب، رفضت بعضهم، ولكني حائرة بين ثلاثة تقدموا لي مؤخرا.

تقدم شاب مع والدته لطلب يدي، وافقت عليه، لكني أفكر في الاثنين الآخرين، ولا أستطيع أن أقطع في الأمر بالنسبة لهما، لأني لم أتعلق بالشاب الذي وافقت عليه، والذي يتميز بالدين والخلق، وأيضا بحبه لي.

كل واحد من الثلاثة يعتقد أني سأكون زوجته، وأنا حائرة، وأيضا نادمة على عدم رفضي، حتى تتاح لي فرصة التفكير الجيد، وأخشى أن أتسبب في تعاستهم.

لقد حاولت عدة مرات الابتعاد عنهم، وعدم التواصل معهم أو محادثتهم، لكني أعود للتواصل، والآن أفكر في تصحيح الوضع، فأنا في حالة نفسية سيئة، وتراودني أفكار خبيثة أني ملعونة في السماء، ولن يسامحني الله، أريد التوبة لكي أرتاح في صلاتي، وفي استغفاري، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى الحصر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يهديك إلى الحق، وأما الجواب على ما ذكرت:

- اعلمي أنك واقعة في محرم، وهو مكالمة الشباب هاتفيا، وحول الحب والزواج، والتعلق بهم، وعليك التوبة إلى الله تعالى من الفعل، لأن الفتاة المسلمة لا يجوز أن تتكلم مع أي شاب أجنبي عنها بعبارات الحب والغرام وأمور الزواج.

- وأما هؤلاء الشباب فهم سيكونون ضحايا لغرام كاذب من قبلك، وقد تكونين أنت ضحية لهم فيستغلون غفلتك، ثم يحصل الاستدارج لك إلى ما يغضب الله تعالى، ولذلك يجب عليك قطع العلاقات والاتصال بهم، حرصا على حيائك وعفتك، وخروجا من الكذب في أمر لن يكون مع أي واحد منهم، ولا يوجد تجربة في اللعب بالحب المزدوج لثلاثة أشخاص في آن واحد.

- واعلمي أن ما أنت فيه من الجمال وحسن الخلق نعمة يجب عليك أن تشكري الله عليها، ومن شكر هذه النعمة أن تحافظي عليها، فلا يجوز أن تصبحي كالسلعة يتسابق عليها الآخرون، يجب أن تكوني أرفع من هذا، ولذلك الشاب الذي تقدم لخطبتك من أهلك إذا كان صاحب دين وخلق، فهذا هو الذي ناقشي أمره مع أهلك، وهل يقبل أو لا يقبل، والاثنان الآخران يجب قطع التفكير بهما أو التواصل معهما، لأن الفتاة لا يجوز أن تكون متعلقة من ثلاثة أشخاص في وقت واحد، فقد جاء في الحديث "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن له الخاطب" رواه البخاري برقم 5142.

- اعلمي أن العلاقة مع أي شاب لا يجوز أن تكون حتى الخاطب إذا وافقت عليه؛ لأن الخطبة وعد بالزواج فقط، وما زال الخاطب رجلا أجنبيا عنك، ولذلك عليك مراقبة الله والتوبة من هذه الأفعال، ولا داعي للعن نفسك، فإذا تبت فإن الذنب يمحى عنك -بإذن الله تعالى-.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً