الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي إفرازات مهبلية باللون الأخضر وسميكة، فما العلاج الأفضل لها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، غير متزوجة، أعاني من إفرازات خضراء كثيرة منذ سنين، بدأت في المرحلة الإعدادية، كانت الإفرازات شبه شفافة غير لزجة، ولم أكن بحاجة إلى استخدام الفوطة الصحية، بعد ذلك تحولت الإفرازات إلى اللون الأصفر الفاتح ولكنها غير لزجة، في الصف الثالث المتوسط تحول لونها إلى أصفر، لم أخضع لأي علاج ذلك الوقت، ولم تكن هناك أعراض مثل: الحكة، أو الألم، أو أي شيء آخر، واستمر الحال هكذا حتى المرحلة الثانوية، وفي آخر السنتين تحولت إلى إفرازات خضراء، وتكون لزجة، ولدي أعراض حكة.

أنا الآن طالبة جامعية في السنة الثانية، وما زالت الإفرازات مستمرة وبلون أخضر، أراها بعض الأيام لزجة، وأحيانا صفراء غامقة، زرت عدة أطباء في السنة الأخيرة، وأول علاج كان دواء (flagyl 400 )، حبتين يوميا لمدة أسبوع، بالإضافة إلى كبسولة واحدة فقط، أتناولها في أول ليلة، لا أذكر اسم الكبسولة ولكنها تأتي في علبة بنفسجية اللون، وبالفعل بدأت الإفرازات تخف تدريجيا حتى كادت تختفي، وفي اليوم السادس والسابع زالت كثيرا، وبعد إنهاء العلاج عادت الإفرازات وكأنني لم أتعالج.

بعد فترة نصحتني طبيبة عامة بالذهاب لطبيبة نسائية، أجرت لي الفحص، وأخذت عينة للتأكد من وجود التهاب، وذلك قبل ستة أشهر، وتبين في النتيجة بأنني لا أعاني من التهاب رغم سماكة الإفرازات الخضراء، والتي تنزل بكثرة مع أعراض الحكة، وتم وصف العلاج نفسه لمدة أسبوع، وبدأت الإفرازات بالانقطاع حتى اليوم الأخير، ولكنها عادت بعد أن أكملت الدواء.

بعد فترة ليست طويلة أصبت بزكام حاد، وأعطوني مضادا للإنفلونزا، وكان ذلك المضاد يعالج الإفرازات أيضا بحسب كلام الطبيب، تابعت شربه لمدة خمسة أيام، وفي اليوم الرابع والخامس انقطعت الإفرازات، ولكنها كالمرات السابقة عادت.

علاجي الأخير في هذه السنة كان قبل أسبوع، عبارة عن حقن تحتوي على مضاد للإفرازات، اسمه (Dalacin 300)، حقنة واحدة لكل ليلة لمدة يومين، وبالفعل لاحظت تحسنا قليلا أقل من الأدوية التي تناولتها سابقا، ولكنه لم يدم طويلا، ما زالت الإفرازات تلازمني باللون الأخضر وأحيانا الأصفر، وفي بعض المرات أرى خيوط لزجة صفراء، وأحيانا بلون أخضر فاتح تنزل عند قضاء الحاجة، وأضطر لرش الماء مدة حتى تنزل.

قبل إنهاء رسالتي أود كتابة أمر لاحظته، قبل أخذ الحقن كنت أعاني من ألم في مقدمة العانة، في منطقة البظر، في السابق كان يراودني فجأة لدرجة أعجز فيها عن الحركة، واختفى بعد استخدم الغسول الطبي، ثم أصبح يراودني بعد انقطاع كل دورة شهرية لمدة يومين تقريبا، أو يوم ونصف، وأنا لا أعاني من الألم -الحمد لله- حاليا، اختفى حتى في الأيام العادية، وأصبح باستطاعتي الحركة بحرية دون الإحساس به، أو حين تضغط علي ملابسي قليلا كما كان يحدث، ولكن ما يؤرقني مسألة الإفرازات التي دامت لسنوات.

أرغب في الحصول على علاج فعال ونهائي، تعبت من تناول المضادات كل فترة، مع العلم بأن الإفرازات يصاحبها أمر لفت نظري، فعندما أنظر للمهبل في كل وقت ألاحظ وجود طبقة بيضاء متكتلة تشبه الزبد أو الروب، وعندما حاولت التأكد من مصدرها شاهدت اللون أكثر في منطقة البظر، أحيانا أستخدم غسول حتى أنظف المنطقة جيدا، ولكنها تعود في اليوم التالي.

أرجوكم أفيدوني هل من نهاية لهذه المعاناة، هناك طبيبة أجنبية قالت لي مرة في موعد أن تناول المضادات بكثرة يؤدي إلى إرهاق مناعة الأنثى، لا أعلم إن كان الكلام صحيحا أم لا، ولكنني جربت العلاج الموضعي أيضا من خلال مرهم خاص له تأثير ضد الفطريات ولم أحصل على نتيجة، أرجو أن تفيدوني بخبرتكم في علاج نهائي لهذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ PinkFlower حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا ابنتي- إن استخدام المضادات الحيوية بكثرة وبدون استطباب قد يؤدي إلى حدوث التهابات معندة, لذلك يجب الحذر والانتباه وعدم استخدام المضادات الحيوية إلا تحت إشراف طبي.

ومن خلال ما جاء في رسالتك, فعلى الأرجح أن يكون لديك ما نسميه (التهاب المهبل التوسفي), وفي هذا النوع من الالتهاب يحدث خلل في توازن العضويات التي تعيش في جوف المهبل بشكل طبيعي, حيث تحدث زيادة في نشاط بعض العضويات الممرضة والضارة على حساب العضويات المفيدة, فيحدث التهاب، لكنه التهاب غير خمجي, أي لا يحوي على الجراثيم المعروفة, وتظهر نتيجة العينة في المختبر سليمة.

وعلى الأرجح بأن الحالة عندك قد اختلطت أيضا مع التهاب من النوع الفطري, وهو السبب في ظهور الطبقة البيضاء التي تشبه الجبن أو الروب على الفرج.

وأنصحك باتباع ما يلي:
1- عدم استخدام الغسولات أو المغاطس المهبلية أو الفرجية إطلاقا, لأنها تساعد في حدوث عدم توازن العضويات في جوف المهبل وعلى جلد الفرج, ويكفي التنظيف بالماء الدافئ والصابون الطبي اللطيف.
2- تناول حبة واحدة من حبوب تسمى (دفلوكان)، عيار 150 ملغ, أي حبة واحدة شهريا لمدة ستة أشهر.
3- استخدام حبوب تسمى (كلينداميسين )، عيار 300 ملغ, حبتين يوميا, حبة صباحا وحبة مساء لمدة 7 - 10 أيام.
4-استخدام كريم يسمى (بيتنوفيت)، يدهن ثلاث مرات على منطقة الفرج لمدة 10 أيام.
4- البدء بتناول حبوب (بروبيوتك)، وستجدينها في الصيدليات الكبيرة التي تبيع المكملات الغذائية, على أن تكون حاوية على: LACTOBACILLUS ACIDOPHILUS- BIFIDOBACTERIUM BIFIDUM-SACCHAROMYCES BOUARDII، هذه المكونات ستعمل على زيادة تركيز العضويات المفيدة في الجسم وتزيد مناعته -بإذن الله تعالى-.
5- تناول اللبن الرائب يوميا بمعدل كوب إلى كوبين في اليوم, والأفضل أن يتم صنع هذا اللبن في البيت, لضمان خلوه من المواد الحافظة, فاللبن الرائب غني جدا بالبكتيريا المفيدة التي يمكن أن تعيد للجسم عموما وللمهبل خصوصا توازنه الطبيعي, فتحسن مناعته ومقاومته للالتهابات.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً