الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تصلي فكيف أعضها؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا إنسان متزوج، زوجتي بالنسبة للأولاد والبيت لا بأس بها، أما هي فلا تهتم بنفسها، ولا بجمالها،
أما مشكلتي معها هي تركها للصلاة، والسبب أنها تبقى بالجنابة لأيام أو أكثر، حاورتها مراراً بدون جدوى، وذلك لأنها خجولة أمام والداتي الساكنة معنا، أمي في طبقة ونحن في الأخرى، أرشدوني ماذا أفعل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن كل إنسان فيه عيوب وله ميزات، والإنصاف والعدل هو أن ننظر إلى جوانب الحسن والخير ثم نقارنها بالجوانب السلبية، وكثيراً ما تنغمر السيئات في بحور الحسنات وإذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث، ومن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط، وقد أعجبتني إشارتك للجوانب الحسنة في البداية؛ لأن هذا مما يعين على تدارك السلبيات، فلابد من المدخل الحسن، والكلمة اللطيفة، والوقت المناسب، والتدرج في الإصلاح، وقبل هذا لابد من التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .

والطبيب يبدأ العلاج بالمرض الخطير، وليس هناك أخطر من ترك الصلاة، فإنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، ومن حافظ على الصلاة فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سوها أضيع، ولست أدري هل تركت الصلاة بالكلية، أم تركها جزئي!؟ وهل لهذا الترك أسباب؟ وهل هناك شبهات دفعت للوقوع في هذه الخطيئة؟ وهل كانت تحافظ على الصلاة ثم تركتها، أم أنك تزوجتها وهي تاركة للصلاة!؟

وعلى كل حال فإن الصواب هو أن نبدأ بتعليمها أهمية الصلاة للمسلم، بالتنبيه لخطورة هذه المخالفة، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (الفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، بل أهل النار لما قيل لهم ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين.

وعلينا أن نزيل الشبهات إن وجدت، ونحرص على حل المشاكل مثل الخجل من الوالدة، ولكن الخجل لا يصلح أن يكون عذراً لترك الصلاة أو تأخير الاغتسال من الجنابة، وأرجو أن تكرر الحوار مع ملاحظة الآتي:

1- أن تكون أنت ممن يحرص على الصلاة ويحافظ عليها.
2- أن يكون الحوار بعيداً عن الوالدة والأطفال والناس.
3- أن تبدأ بذكر محاسنها قبل مناقشة هذه المشاكل.
4- أن تختار الأوقات المناسبة وتساعد في إزالة موانع الاستجابة.
5- أن تشعرها بأن الحياة لا يمكن أن تستمر إذا لم تعد إلى صوابها وصلاتها.

فإذا لاحظت بعد هذه الخطوات أن هناك تحسنا وإلا فلابد من اتخاذ خطوات أشد كالامتناع عن أكل الطعام معها وهجر فراشها، ومنعها من الأشياء التي تحبها، ولابد من عقوبتها على ترك الصلاة إن كانت من النوع الذي لا تضره هذه العقوبة فتدفعها للعناد والمكابرة.

ولكني أنصحك بأن تربط حياتك معها بمحافظتها على الصلاة؛ لأنه لا ينبغي لك أن تعيش مع زوجة لا تصلي، وفي تركها للصلاة خطورة على أبنائك ومستقبلهم.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً