الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والتوتر وأرغب بإيقاف الأنفرانيل فكيف يكون ذلك؟

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

أنا شاب عمري 27 عاما، بدأت حالتي في شتاء 2012 بسب القلق والتوتر الذي عانيته، ففي إحدى الليالي رأيت حلما مزعجا واستيقظت وأنا خائف، كنت أشعر بصعوبة في التنفس، وانقباض في الصدر.

ذهبت إلى المستشفى، وأعطوني حقنة مهدئة، ثم تطورت الحالة وأصبحت أخاف من الليل، وأكره الشتاء بسب ما حدث، وبدأت تظهر أعراض أخرى، كالاكتئاب، ومراقبة عملية التنفس باستمرار، مع ضيق الصدر، وأشعر بشيء ما يسد حلقي، منذ تلك اللحظة أصبحت أتردد على المستشفيات والعيادات الخاصة بكثرة، حتى وجدت طبيبا متخصص بالأمراض النفسية، وصف لي عدة أدوية، ومنها دواء الانافرانيل، تناولته منذ عام 2013 إلى اليوم، وبالفعل بدأت حالتي بالتحسن، ولكن الأعراض تعاودني من حين إلى آخر، علما أنني أتناول جرعة 50 ملغ صباحا، وأتناول 50 ملغ ليلا، وأعاني من القولون، والغازات، وألم وانتفاخ البطن.

استفساراتي:

- هل الانافرانيل دواء لا يضر الجسم عند تناوله لعدة سنوات، لأنني أتحسس كثيرا، ولدي وسواس من جميع الأمراض؟

- هل هناك طريقة للتخلص من هذا المرض دون دواء؟

- إذا أردت التوقف عن تناول الانفرانيل 25ملغ، ما هي الطريقة الصحيحة لذلك؟

أرجو منكم أخذ حالتي بعين الاعتبار، وجزاكم الله خيرا، ووفقكم الله، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ halim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

النوبة التي حدثت لك في تلك الليلة هي نوبة قلق حادّ وسريع، ونسميها بنوبة الفزع أو الهرع، وهي فعلاً مزعجة، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة.

الذي تعاني منه أو عانيت منه بعد تلك النوبة هو قلق المخاوف، وقلق المخاوف يؤدي إلى الكثير من الوسوسة، والكثير من التوتر، وأعتقد أن هذا هو الذي يُهيمن عليك، لا أعتقد أنك تُعاني من اكتئاب نفسي، إنما القلق والتململ هو العرض الرئيسي لديك الآن.

بالنسبة للأنفرانيل: هو دواء قديم، لكنّه دواء ممتاز جدًّا، والتوقف منه ليس بالأمر الصعب، التوقف التدريجي دائمًا أفضل، أنقص مثلاً خمسة وعشرين مليجرامًا كل أسبوع، أنت الآن تتناول مائة مليجرام، خمسين مليجرامًا في الصباح وخمسين مليجرامًا ليلاً، وهي جرعة متوسطة وجيدة، ولا أعتقد أنها السبب في القولون أو الغازات أو انتفاخ البطن، على العكس تمامًا، هذا الدواء يُساعد في علاج هذه الأشياء، ربما يؤدي إلى إمساكٍ بسيطٍ في بعض الأحيان، لا أعتقد أنه في حالتك سوف يؤدي إلى إمساك، لأنك تتناوله منذ فترة.

إذا كنت تريد بالفعل أن تتوقف عنه، فالكيفية التي ذكرتها لك هي الكيفية الصحيحة، وسيكون من الجيد أن تدعم نفسك بعلاج دوائي آخر بسيط، وعقار (دوجماتيل)، والذي يُسمى علميًا (سلبرايد)، دواء جيد، يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا وخمسين مليجرامًا مساءً لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عنه، وخلال هذه الفترة ابدأ في سحب الأنفرانيل تدريجيًا، وكما ذكرتُ لك: تُقسم أو تُسحب 25 مليجرامًا أسبوعيًا إلى أن تتوقف عنه.

وأخي الكريم: الرياضة يجب أن تُدعم بها صحتك النفسية، أنا لا أريدك أن تحدث لك انتكاسات بعد التوقف من الأنفرانيل، لذا أقول لك السحب التدريجي، وتناول الدوجماتيل، وممارسة الرياضة، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك، هذا هو المطلوب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً