الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على خجلي حتى أستطيع أن أكمل حياتي ونصف ديني؟

السؤال

السلام عليكم..

بما أنني ولأول مرة أبعث بسؤال، ولكنني أحببت هذا الموقع المليء بالفائدة والمنفعة التي تخدم جميع أنواع الحالات النفسية التي يمر بها كل واحد منا من مشاكل وتغيرات تأتي من جميع النواحي.

عمري 29 سنة، وصلت إلى مرحلة النشوة الجنسية ولم أتزوج بعد، ومشكلتي الأكبر أنني أبحث عن شريكة العمر، ولا توجد أي فتاة لتنظر إلي أو حتى تعجب بي، بالرغم من أنني شاب وسيم، وليس بي أي مشكلة نفسية، وألبس لباسا جيدا، وأحافظ على نفسي، ومع كل هذا لا أجد أيا من الفتيات لتعجب بي، أو على الأقل تلاطفني، أو أشعر بأنها تحبني من الداخل، فهل يوجد أي مشكلة مني؟ ومع كل ذلك صبرت صبرا كبيرا، والحمد الله أنا مسيطر على نفسي، ولا أقع في الحرام، ولا حتى أفكر أن أقدم على شيء بالحرام، ولكني متضايق جدا من هذه الحالة.

وسؤالي هو أني شخص خجول جدا من الفتيات، لدرجة أنني عندما تكلمني فتاة لا أعرف كيف أبدأ بموضوع أو أتكلم عن أي شيء، وأشعر بأن الخجل هو الذي يجعل الفتيات لا يقتربن مني، والله أعلم.

أرجو إيجاد حل لمشكلتي لأمارس حياتي بالشكل السليم، وأكمل نصف ديني باللجوء إلى الزواج الحلال الذي شرعه الله سبحانه وتعالى.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن ييسر أمرك.

وأما الجواب على ما ذكرت:
اعلم -أخي الكريم- أن الزواج خير وسيلة لتفريغ الشهوة التي تجدها في نفسك، ومن الوسائل التي تيسر الزواج:
- الاستعانة بالله تعالى، والتضرع إليه بالدعاء.
- والمداومة على العمل الصالح من صلاة وصيام وصدقة ونحوها.
- ومما يعين أيضا كثرة الذكر والاستغفار، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.

أما مسألة الخجل من الفتيات التي تجدها في نفسك، وخاصة عندما تتحدث معهن:
فاعلم -أخي الكريم- أن هذا علامة خير، وتدل على عفتك؛ لأنك لا تحب الوقوع فيما حرم الله تعالى، ولذلك صرفك الله عن الحديث مع الفتيات، فلا داع للحزن والقلق على وجود هذه الصفة الحميدة بك.

أما مسألة أن الفتيات لا ينظرن ولا يلتفتن إليك، مع أنك كما ذكرت أنك وسيم، فالجواب عن هذا:
ينبغي لك أن لا تتعلق بأي فتاة أجنبية؛ لأنه لا يجوز شرعا أن تلتقي بها، بل لا تسمح لها أن تعبر لك عن مشاعرها نحوك حرصا على سلامتك من الوقوع في مداخل الشيطان، والإغراء بالحرام، فقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن يختلي رجل بامرأة، حيث قال: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم" رواه البخاري برقم 5233.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان "رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2546، ولأنه يخشى أن تجر تلك اللقاءات إلى ما يغضب الله تعالى من الوقوع في الحرام والعياذ بالله، وهذه العلاقة بين الفتيان والفتيات عادة دخيلة على شباب وفتيات المسلمين، وهي من تقليد أعدائنا، ولا يوجد حب صادق قبل الزواج، وإنما هي مجرد رغبة في الزواج، وسبب كذب هذا الحب أن كل طرف يبدي أحسن ما لديه قبل الزواج، ويستر عن الآخر أسوأ ما لديه، وبعد الزواج تظهر الحقيقة، فعلى هذا دعوى الحب الحقيقي ينبغي البحث عنها بعد الزواج، وبعد أن يسلك الطرفان السبل الشرعية لتحقيقه عند ذلك تحصل بينهما المودة التي هي الحب، ولذلك عليك أن تسرع وتقطع العلاقة بأي فتاة بدعوى الحب؛ لأنه حب كاذب يريد أن يتوصل به إلى الوقوع في الحرام.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً