الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من طعم غريب في الحلق والفم عند الاستيقاظ من النوم

السؤال

السلام عليكم.

منذ شهر كل ما أستيقظ من النوم أحس بطعم غريب غير مرغوب فيه، بالحلق، ويضل الطعم مستمراً لساعات، وأحياناً يستمر سائر اليوم.

علماً أن تنفسي لا توجد له رائحة، ولا أتعاطى أدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب.

إن وجود طعم في الفم لا يشير دائماً إلى ظهور أي مرض، ولكن إذا ما استمر لفترة طويلة فمن الضروري أن تولي اهتماماً لهذه الظاهرة، وتطلب الاستشارة الطبية.

إن وجود طعم سيء له أسباب عدة، منها ما هو موضعي متعلق بالفم والأسنان والطريق الهضمي والتنفسي العلوي، ومنها ما يكون مرتبطاً ببعض الأمراض العامة، كالسكري، وأمراض الجهاز الهضمي، والأورام، وبعض الأمراض العصبية.

أخي الكريم، يجب أن تميز أن لكل طعم فموي سيء مستمر لفترة طويلة يكون مرتبطاً بأذية أو خلل في عمل أجهزة وأعضاء الجسم.

الطعم المر يدل على وجود أذية في الكبد والمرارة، والطرق الصفراوية (كالحصاة في المرارة) المسببة لطعم سيء مر يشعر به المريض بعد تناول وجبات الطعام أو في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم.

الطعم السيء الحلو المذاق له علاقة بالتسمم بمواد كيماوية، إما دوائية أو مبيدات، والطعم المالح على الأغلب مرتبط بأمراض وأورام الغدد اللعابية، (كالتهابات الغدد اللعابية أو حصيات الغدد اللعابية)، ومرتبط أيضاً بالأمراض الالتهابية للطرق التنفسية العلوية، كالتهاب الجيوب والقصبات الهوائية، بسبب تراكم كميات كبيرة من المفرزات المخاطية، ويزول هذا الطعم السيء بعد الشفاء من هذا الالتهاب، أو قد يكون الطعم السيء المالح مرتبطاً بالعلاج ببعض الأدوية كأدوية الغدة الدرقية، وهذا مستبعد لديك.

أما الطعم السيء الحامض فيدل على وجود أذية سنية، تاج سن غير جيد أو حشو سن مكسور، وقد تسبب حشوات الأسنان والتيجان الرديئة طعماً معدنياً سيئاً، مما يستوجب تغييرها.

إن بعض حالات الطعم السيء للفمّ سببها رائحة الفمّ الكريهة، والبكتيريا في الفمّ التي تحطّم البروتين وتنتج جزيئات كبريت يمكن أن تشتّمها بنفسك، وإنّ طعم البكتيريا ونواتجها ومخلفاتها العرضية تسبب طعماً غير سار متعفّن، وأغلب أسباب الطعم السيء المتعلقة بالفم والأسنان ناتجة عن جزيئات الغذاء المحصورة بين الأسنان، وتسوّس الأسنان، ومرض اللثة يسبب نمو هذه الكائنات الحية، ويجعل الطعم والرائحة أسوأ.

إذا كنت تشكّي بأنّك مصاب بتسوّس الأسنان أو التهاب اللثة فيجب أن تزور طبيب أسنانك، وإذا كان الأمر رائحة فم سيئة وطعماً سيئاً دون وجود أي أذية سنية أو مرض لثوي فيكون السبب تجمع فضلات الطعام، فيجب أن تحافظ على نظافة أسنانك بشكل جيد، وخصوصاً قبل النوم، وتستعمل الغسول المطهر للفم، فيجب عليك البحث عن السبب مما ذكر سابقاً وعلاجه.

أسأل الله لك التوفيق والسداد مع أطيب الأماني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً