الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف الشديد والقلق وضيق التنفس والهلع

السؤال

السلام عليكم.

وأسعد الله يومكم بالخير والمسرات.

بدأت نوبة الهلع عندي قبل شهرين، حيث كنت مرهقاً جداً، وكانت لدي مشاكل بالمعدة منذ زمن بعيد، ولم أعالجها، ولجأت للحجامة لتهدئة المعدة، وبعد عمل الحجامة لم أذهب للراحة بل ذهبت ومارست يومي بشكل طبيعي، وذهبت لعملي.

علماً أن عملي بتلك الفترة كان ليلاً، فسهرت واجتهدت كثيراً، وبعد الانتهاء من عملي ذهبت للبيت صباحاً للنوم، فنمت ساعتين فقط، واستيقظت وأنا أشعر بضيق في التنفس فذهبت أركض في البيت حتى أغمي علي وبعد أن استيقظت كانت لا تزال عيناي مغلقة، فصرخت خوفاً أني لا أرى، وفجأة تفتحت لدي الرؤية، ولكني كنت خائفاً لأن قلبي كان يدق بسرعة، ولا أستطيع التنفس، وذهبت للمستشفى وعملت كل التحاليل والفحوصات، وأخبروني بأني سليم، ولله الحمد.

لم أكن أعلم أنه هلع، وأصبحت أتردد على للمستشفى كل يوم، لأن الأعراض تعود من جديد، حتى أخبرني أحد الأطباء بالذهاب لطبيب نفسي، وبعد أن ذهبت أخبرني بأنه هلع واضطرابات هلع، ووصف لي الدوجماتيل50 حبة صباحاً وحبة مساءً، لمدة شهر وشعرت بتحسن ملحوظ، ولله الحمد.

زالت عني بعض الأعراض كالدوخة، ولكن بقي ضيق التنفس يزعجني وبشدة، وتحول إلى خوف، فزادت حالتي سوءاً، فأصبحت أخاف من كل شيء، وتطور الخوف وأصبحت أخاف من المجهول خوفاً بلا سبب، وقلق، وأشعر بشد في أعصاب البطن، وانتفاخ بشكل مستمر، ربما القولون، والحمد لله على كل حال.

رجعت للطبيب وقال: لا بد من البدء في العلاج، ووصف لي سبرالكس نصف حبة لمدة ستة أيام، ثم حبة لمدة شهرين، مع الدوجماتيل صباحاً ومساءً، ثم أراجعه.

شعرت بتحسن، ولكن القلق مستمر والخوف، وأنا في البيت، وأكثر شيء يأتيني عند ما أخرج من المنزل أشعر بساقي ترتجف، وأشعر بالخوف يسري في جسدي بلا سبب، وضيق التنفس وقلق يزعجني وتزداد الأعراض!

هل هناك حل للخوف المستمر والقلق وضيق التنفس؟ وهل الهلع مرض مزمن كالسكر والضغط أم لفترة ويزول؟ وهل يزول نهائياً وأعود لحياتي الطبيعية كما كنت أم ستبقى بعض الأعراض معي مستمرة؟ وهل هذه العلاجات كافية أم أضيف علاجاً آخر لتهدئتي؟ وهل تنصحني باستبدال الدوجماتيل بعلاج أفضل مدعم للسبرالكس أو أستمر عليه؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنوبة الهلع -يا أخي الكريم- هي قلق وفزع شديد، يشعر الشخص حينها أنه سيموت أو يغمى عليه أو يصاب بذبحة قلبية أو يفقد عقله، وتستمر هذه النوبة لفترة 10 دقائق وربع ساعة، ونادراً ما تمتد إلى نصف ساعة أو أكثر ثم تختفي هذه الأعراض نهائياً ويعود الشخص لحالته، ويمكن أن تتكرر بعد أسبوع بعد يوم بعد شهر، وتختلف من شخص لآخر، ولكن بين النوبات يحس الشخص بخوف وقلق، والخوف دائماً من حدوث النوبة مرة أخرى.

هذا يسمى اضطراب الهلع، أي نوبات هلع متكررة، وخوف ينتاب الشخص ما بين النوبات من حدوث هذه النوبات، وأحياناً يكون مصاحباً برهاب الساحة، أي لا يستطيع الشخص أن يخرج من بيته خوفاً من أن تحدث له نوبات الهلع.

أما نوبة الهلع المفردة أو نوبة الهلع فممكن أن تكون جزءاً من أعراض قلق أو توتر نفسي، وتكون مصاحبة بأعراض جسدية أخرى للقلق والتوتر، مثل صعوبة التنفس، مشاكل النوم، وآلام المعدة، والفحوصات تكون سليمة، لأن هذا اضطراب نفسي وليس بعضوي، ولا توجد أي أمراض عضوية لهذه المشكلة.

أما بخصوص العلاجات الدوجماتيل -يا أخي الكريم- فهو في الأساس دواء مضاد للذهان، ولكن بجرعات صغيرة، وجد أنه يعالج القلق، وبالذات أعراض جسدية أو البدنية للقلق النفسي، وبالذات اضطرابات المعدة كجزء من القلق، وجرعته 50 مليجراما مرة إلى ثلاث مرات في اليوم.

أما الهلع كاضطراب هلع فالأفضل له الأدوية من فصيلة (الـ أس أس أر أيز) مثل السبرالكس، والسبرالكس فعال جداً لاضطراب الهلع، ولاضطراب القلق والتوتر في نفس الوقت، الهلع أو اضطراب الهلع، واضطراب القلق النفسي قد يستمر لفترة من الوقت تتفاوت من شخص لآخر، ولكن بعد مرور الوقت وبالعلاج يمكن السيطرة عليه تماماً، أو أحياناً يختفي ويعيش الشخص حياة طبيعية، وهذا يختلف من شخص لآخر، ويختلف بالعلاج والاستمرار فيه، وأحياناً تزول الأعراض الرئيسية وتبقى بعض الأعراض.

هناك علاجات مختلفة كما ذكرت، وإذا كان الهلع فأنا شخصياً أرى دواء (دوجماتيل) وأميل إلى إعطائه للقلق لأعراض الباطنية أو التوترات المصاحبة للقلق، ولا مانع من إضافة دواء آخر مع السبرالكس أو حتى زيادة جرعة السبرالكس، ولكن -يا أخي الكريم- أنصح أن يتم هذا تحت الإشراف الطبي والنفسي.

أنا أعطيك إرشادات عامة ونصائح عامة، لكن العلاج ومتابعته وتخفيض الدواء أو استبداله أو إعطاء دواء آخر يستحسن أن يكون تحت إشراف الطبيب النفسي، فهو أفضل منا نحن الذين نجيب على الاستشارات، لأنه يرى المريض مباشرة، ويحس به ويجري كشفاً دقيقاً عليه، ومن ثم يمكنه متابعة الحالة وتخفيض العلاج، أو إضافة علاج آخر أو حذف حسب تقدم المريض وحسب وضعه العام.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً