الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن تحسنت حالتي عاد التوتر والقلق من جديد، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور/ محمد عبد العليم
أشكرك كثيرا على تعاونك معي، وأحب أن أبشرك بأني أعمل بنصائحك كلها، فقد استغللت وقتي وشغلته سواء بالرياضة، أو متابعة بناتي، أو الخروج، حتى قراءة القرآن وبعض الروايات، وصبرت على دواء البوسبار، وفعلا بعد مرور 6 أو 7 أسابيع تقريبا شعرت بتحسن كبير جدا، وبدأت أعود لطبيعتي.

ها أنا الآن سأنتهي من الشهر الثاني، ولكن حدث شيء غريب، بدأت حالتي تنتكس منذ 3 أيام تقريبا، وبدايتها ألم تحت الركبة كشد عضلي، أشعر به عندما لا أحرك رجلي لفترة، ويذهب مع الحركة بمدها، ذهبت إلى الطبيب، فأعطاني قرصين من دواء نورفليكس لآلام العضلات، أخذته قبل النوم، مع نصف قرص 5 ملجم بوسبار ونمت، وعند استيقاظي شعرت بزغللة في العين، وعدم القدرة على الاتزان أو التفكير، مع غثيان وثقل في الجسم وفي الكلام، وتفكيري مشوش، حتى اعتقدت بأن حالة الاكتئاب عادت إلي مرة أخرى، ولكن بهذه السرعة! فقد كنت طبيعية قبل النوم، وعادية جدا، ولكن بعد التفكير قرأت الأعراض الجانبية للدواء، ووجدت أنها منه، واستمرت هذه الأعراض حتى بدأت تزول مع اليوم التالي -أي بعد مرور أكثر من 24 ساعة-.

بعد ذلك بدأت حالة التوتر والقلق من جديد، بداية من اليوم التالي، فبدأت أشعر بضغط في رأسي وأكتافي، وقلق بأن هناك شيئا غير مضبوط، وشعور بالحزن والكآبة، وبالرغم من تحسن مزاجي الصباحي إلا أنني بدأت أشعر بعدم الراحة، وعاد الميل للقيء مرة أخرى، فهل ما يحدث لي ردة فعل للأدوية، أم هذه انتكاسة؟ في السابق لم تحدث لي أي أعراض جانبية لأية أدوية، ولكن بدأ ذلك معي منذ سنة تقريبا بعدما بدأت في أخذ أدوية مضادة للاكتئاب، ولكني أوقفتها منذ أكثر من 9 أشهر، وأخذت البوسبار فقط منذ شهرين تقريبا.

أرجو منكم الرد، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيمو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لك العافية، وأحسن الله إليك.

أنا أرى أن الذي حدث لك هو أثر جانبي مؤقت للدواء، والذي يظهر لي أنه نسبةً لحساسيتك النفسية قد يكون لديك أيضًا حساسية فسيولوجية، ولديك أيضًا حساسية مزاجية، وهذه الحالات بهذه الكيفية لا نعتبرها انتكاسة، ولا نعتبرها مرضًا، إنما هي نوع من الظواهر، فاطمئني أنك لستِ منتكسة، هي مجرد هفوة وظاهرة مرتبطة بتناول الدواء، وكما ذكرتُ لك شخصك الكريم أصلاً لديه استعدادٍ للقلق والتوتر، وهذا يعطيك الشعور بأن الحالة قد انتكست، لا، أنتِ بخير، وإن شاء الله تعالى سوف تظلين على خير، كوني إيجابيةً في كل شيءٍ، في أفكارك، وفي مشاعرك، وفي وجدانك، وفي أفعالك، وفي نظرتك حول المستقبل، وهذا مهمٌّ جدًّا، وأعتقد أنه طريق الشفاء والتعافي بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً