الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الزولفت يعالج النسيان والقلق؟

السؤال

السلام عليكم

أنا عانيت في السابق من وسواس قهري، واستعملت ديروكسات جرعة 20مغ، ثم انتكست بعد إيقافه بفترة، وعندما عدت إليه لم يفدنِ أبدًا في موضوع القلق الحاد والوساوس، الآن لا أعرف من ماذا أعاني بالضبط، فأنا لدي القلق الشديد مع الخوف على عقلي وقدراتي، والعديد من الوساوس.

الآن أستخدم زولفت 100مغ بعدما تدرجت في الجرعات (25ثم 50ثم100) بدون وصفة طبية، هل أحسنت الاختيار؟ أم الفافرين أو البروزاك أفضل لحالتي؟ وهل الزولفت يسبب الوهن والتعب وفقدان الشهية، ولدي أثناء النوم الإحساس بأن عضلاتي ترتجف، وحصل لي تشنج خفيف أثناء النوم، لكن مرة واحدة فقط، ولا أعلم السبب.

هل الزولفت إن كان يعالج القلق الشديد؟ هل يعالج النسيان؟ لأني طالب وأنسى بصورة مخيفة، وأدرس تخصصا صعبا، ويحتاج للمذاكرة المتواصلة، وأنا خائف جدا من ضياع مستقبلي بسبب ما أعاني منه؟ علما أني في السابق كان الأساتذة يقولون أنني ذكي، أما الآن فأحس أنني غبي، وكأنني مريض بالزهايمر!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

كان من الأفضل أن تتواصل مع طبيب نفسي إن كان ذلك ممكناً، ولكن إن كان هنالك صعوبة، فالأمر بسيط -إن شاء الله تعالى-، اختيارك للزوالفت اختيار صحيح، هو دواء رائع دواء ممتاز، لا يسبب الوهن، ولا يسبب التعب، قد يفتح الشهية قليلاً للطعام، لا يسبب ارتجاف العضلات ولا يسبب التشنج أبداً، هذا نادر، ونادر جداً، بل أستطيع أن أقول لك أنه بهذه الجرعة أي 100 مليجرام لم أسمع أبداً من أي مريض، أو زميل أن الزوالفت قد أدى لأي نوع من التشنجات، وأقصد بذلك التشنجات الصرعية، التشنجات التي تحدثت عنها غالباً هي عضلية ناتجة من تقبضات عضلية والقلق يكون هو السبب في ذلك.

الزوالفت نعم يعالج القلق الشديد، يعالج الرهبة، يعالج الاكتئاب، ويعالج الوسواس، جرعة 100 مليجرام هي جرعة فاعلة، جرعة ممتازة جداً، حتى تطمئن نفسك، أريدك أن تدعم الزولفت بعقار دوجماتيل سلبرايد تناوله بجرعة 50 مليجرام صباحا ومساءً لمدة شهر، ثم 50 مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، هنا سوف يتم علاج القلق بسرعة؛ لأن الدوجماتيل سريع الفاعلية وداعم للزولفت -وإن شاء الله تعالى- تحس بفائدة كبيرة من هذا العلاج.

بالنسبة لموضوع الذاكرة -أيها الفاضل الكريم- أنت لست لديك خلل في الذاكرة، أنت من شدة القلق حصل لك تشوش في التركيز، وأصبحت لا تستقبل المعلومات، أو تسجلها بالصورة الصحيحة في الدماغ، وهذا علاجه بسيط جداً أن تحسن توزيع وقتك هذا مهم، وأن تنام النوم الليلي المبكر، وتستيقظ مبكراً وتصلي الفجر، وتدرس لمدة ساعتين في الصباح، هذا يكفي تماماً، لا أقول لك لا تدرس في بقية اليوم، لكن المذاكرة والدراسة في هذه الفترة يكون فيها الدماغ في حالة استرخاء تام، وفي حالة استيعاب تام؛ لأن ترميم الدماغ يحدث أثناء النوم، وخاصة النوم الليلي، وذلك من خلال الإفرازات الكيميائية الإيجابية، وعليك ممارسة شيء من الرياضة، وتلاوة شيء من القرآن؛ لأن القرآن يحسن من التركيز {واذكر ربك إذا نسيت}، أرجو أن تهتم أيضاً بغذائك، هذا مهم جداً، ترتيب الغذاء الصحيح يكون فيه فائدة كبيرة وكبيرة جداً.

الحمد لله أنت ذكي، وسوف تظل ذكيا، اتبع ما ذكرناه لك من إرشاد، واسأل الله تعالى أن ينفعك به، لا علاقة لك بمرض الزهايمر، أو خلافه هذا مجرد قلق وقلق توقعي نشأ منه شيء من التشويش في التركيز، وسوف يعود إليك تماماً -إن شاء الله تعالى-، اتبع ما ذكرته لك.

وأسأل الله لك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً