الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مناقشتي لرسالة الماجستير بعد شهر ولديّ خوف ورهبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ أكثر من خمس سنوات من توتر متقطع وقلق وخوف، حيث إني طالب دراسات عليا، وعندما أتذكر قرب مناقشة رسالة الماجستير يزداد التوتر والخوف والقلق.

أنا الآن على وشك المناقشة بعد عناء استمر لأكثر من 3 سنوات، مناقشتي ستكون بإذن الله خلال الشهر القادم، ومنذ تسليم النسخة النهائية للرسالة، وأنا متوتر ولديّ رهبة وخوف من يوم المناقشة، والوقوف أمام الحاضرين لعرض المادة والنتائج.

مع العلم أنني متمكن من موضوع الدراسة، وعند مقابلتي للمشرف أتناقش معه بكل تفاصيل الرسالة دون قلق، أو خوف، ولكن خوفي وتوتري يزداد كلما أتذكر بأنني سأقف أمام الحاضرين، ومع العلم بأنني اجتماعي جداً، ومتحدث جيد ومقنع أيضاً، وفي الجلسات بين الأصدقاء والمعارف لا تأتيني هذه الأعراض، كل همي الوقوف أمام الحاضرين فقط.

استشرت أحد الأصدقاء، وهو صيدلي، فنصحني باستخدام عقار cipralex على أن أتناول حبة عند اللزوم إذا ما اشتدت الأعراض، وعلى أن أتناول حبة قبل المناقشة، أريد نصيحتكم لي بخصوص هذا الأمر، وكيف أستخدم هذا الدواء إذا رأيتم أنه مناسب؟

وفقكم الله ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاشم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: التوتر المتقطع – كما ذكرت – الذي له خمس سنوات يدل على أن هناك مشكلة ما، لا أدري هل هي ضغط الدراسة - وأنت طالب دراسات عُليا – أم هناك مشاكل حياتية؟ أم هي شخصيتك؟ بعض الشخصيات يتوترون ويكون عندهم قلق عندما يكونون تحت ضغط نفسي ما.

على أي حال: هذا الشيء يحتاج إلى مزيد من الفحص والدراسة لمعرفة منشأ هذا التوتر والضغط، وإن كان غير منتظم؛ لأن معرفة منشأه يقود إلى العلاج الصحيح، هل هذا جزء من الشخصية؟ هل هناك ضغوط أخرى تتعرض لها أم لا؟

أما بخصوص المشكلة الآن التي تواجهك، وهي مناقشة رسالة الماجستير – كما ذكرت – والحمدُ لله أنت متمكّن، فنعم يمكن أن يكون هناك علاج وقتي لحل هذه المشكلة التي تقابلك.

الـ (سبرالكس cipralex ) – يا أخي الكريم – ليس علاجًا مُهدئًا، ولا ينفع تناوله عند اللزوم، هو علاج مضاد للقلق والتوتر وللاكتئاب، ومفعوله تراكمي، أي يتحسَّن الشخص عليه إذا أخذه بانتظام، ولذلك أنصحك بأن تأخذه بانتظام قبل رسالة الماجستير على الأقل بأسبوعين؛ لأن مفعوله يأتي بعد أسبوعين، أي: تبدأ في استعمال السبرالكس قبل أسبوعين على الأقل – إن لم يكن أكثر – من موعد المناقشة، وبعد المناقشة تستمر عليه لمدة أسبوع – أو هكذا – وتتوقف عنه.

أما إذا كنت تحتاج إلى علاج مُهدئ وقتي، فهناك طبعًا ما يُعرف بالـ (بنزوديازيبين Benzodiazepine)، مثلاً: (لوكستونيل lexotanil) أو (البرازولام Alprazolam).

لوكستونيل واحد ونصف مليجرام (1.5)، يُعطى مثلاً نصف حبة أو حبة قبل يومٍ من المناقشة، يؤدي إلى تهدئة الشخص، أو حتى علاج ( ديناكسيت Denaxit) مثلاً، تأخذ حبة قبل يومين أو ثلاثة أيام من المناقشة، ولكن السبرالكس يجب أن تبدأه بانتظام قبل المناقشة، وبعدها إذا استمرَّ هذا التوتر حتى بعد المناقشة يجب عليك اللجوء إلى طبيب نفسي لعمل مزيد من الفحص وأخذ التاريخ المرضي، وإرشادك ونصحك إلى كيفية التخلص من هذا القلق والتوتر الذي يُكدِّر عليك حياتك أحيانًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً