الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي قلق ومخاوف ونوبات هلع ورهاب، ما العلاج المفضل؟

السؤال

السلام عليكم

عندي قلق ومخاوف ونوبات هلع ورهاب، ذهبت لطبيب نفسي ووصف لي انفرانيل 10مغ وزيروكسات 20 مغ، واستمر العلاج مدة سنة وتحسنت حالتي كثيراً.

تركت تناول انفرانيل وبقيت على زيروكسات، وخفضت الجرعة إلى 5 مغ، لمدة شهرين، وقال: الطبيب سنوقف الدواء بعد أيام.

أنا متردد وأخشى أن تعود الحالة بعد التوقف، لأني أحسست بنوع من القلق عندما خففت الجرعة.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

أخي: قطعًا بجانب العلاج الدوائي الإنسان الذي يعاني من القلق والرهاب يحتاج للعلاج السلوكي، والعلاج السلوكي بسيط جدًّا، أول خطواته هو: أن يتغيّر الإنسان فكريًا فيما يتعلق بالقلق والخوف والهلع، أن يُحقِّر فكرة الهلع والرهاب، والإنسان يعرف أنه مكرَّم، وأنه في حفظ الله وفي رعايته، فما الذي يدعو لهذه الرهبة ولهذا الخوف؟

هذه مخاطبات ضرورية جدًّا للنفس، لا بد للإنسان أن يُخاطب نفسه بها ويُناقشها؛ لأن ذلك وسيلة من وسائل العلاج الممتاز جدًّا، وهذا نسميه بالتغيير السلوكي المعرفي، فاحرص على ذلك – أيها الفاضل الكريم.

والنقطة الأخرى هي: أن تتصور نفسك في مواجهات دائمًا، أنك تلتقي بالناس دائمًا، تُشاركهم في مناسباتهم، في دعواتهم، في أفراحهم، في أتراحهم، وهكذا.

التفكُّر في مثل هذه المواقف مهم، فعليك بالتطبيق دون تردد، الإكثار من المواجهة يُعالج الرهبة تمامًا، ومن خلال ملاحظاتنا وأبحاثنا وجدنا أن صلاة الجماعة هي من أكبر ما يُعالج الخوف والرهبة الاجتماعية على وجه الخصوص، وكذلك قلق المخاوف، فاحرص – أخي الكريم – على صلاة الجماعة، وحاول أن تتنقل بين الصفوف حتى تصل إلى الصف الأول.

من الضروري جدًّا كإجراء سلوكي أيضًا أن يكون لك نشاط اجتماعي، أيًّا كان هذا النشاط، نشاط ثقافي، نشاط رياضي، أيًّا كان، ومن خلال ذلك تستطيع أن تتخلص تمامًا من هذه الرهبة والخوف.

هذه هي الأشياء السلوكية الداعمة للعلاج الدوائي، أريدك أن تحرص عليها، وتُطبِّقها، لأنها قطعًا ستضمن لك عدم الاستكانة بعد التوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة لمواقفك حول التوقف من الدواء: هذه مخاوف طبيعية، ما دام الطبيب قد نصحك بأن تتوقف فيجب أن تتبع البرنامج الذي أرشدك إليه، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب الذي يشرف على علاجك على قناعة أنك الآن بخير، وأنك قد وصلت لمرحلة النضوج النفسي الذي من خلاله تتخطى مخاوفك والرهاب الذي تعاني منه، فاستمر على الإرشاد الذي ذكره لك الطبيب، وأرجو أن تأخذ ما ذكرته لك كنوع من التدعيم السلوكي الذي يمنع حدوث الانتكاسات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً