الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أستيقظ في الليل مرتين أو ثلاثا.. ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من القلق والتوتر، ولكن تخلصت منه بوضع برنامج صحي لنفسي، وتحسنت -والحمد لله- وكنت أنام بشكل جيد إلى أن ذهبت إلى الطبيب من أجل علاج مشكلة الحلق، فأعطاني أدوية سببت لي الأرق، ولا زلت أعاني لحد الآن، وأسماء هذه الأقراص: أكاريد و ثيوستات وكورتكييد؛ وأنا الآن أعاني من اضطرابات في النوم، يعني أستيقظ في الليل مرتين أو ثلاث، وهذا يجعلني لا أرتاح جيدا، كما أني صرت عاجزا عن أخذ القيلولة بعدما كانت من عادتي أخذها.

والسبب الذي صار يجعلني أستيقظ بكثرة هو كثرة الأحلام بالليل، هي ليست أحلاما مزعجة، بل أحلام عادية وتافهة، ولكن المشكلة عندما ينتهي الحلم أستيقظ، وعندما أنام من جديد أحلم من جديد، وعندما ينتهي الحلم أستيقظ، فما هو الحل لمشكلتي؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عدنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، -الحمد لله تعالى- أنك قد تخلصت من القلق والتوتر، وأنت الآن تعاني من اضطراب النوم الذي أعقب مشكلة الحلق، وأحسب أن الذي أصابك غالباً التهاب فيروسي أو التهاب بكتيري، ويعرف تماماً أن هذه الالتهابات حتى بعد أن تنتهي قد تؤدي إلى شيء من القلق البسيط واضطراب في النوم، زد على ذلك أن الأدوية كثيراً منها يؤثر ويؤدي بالفعل إلى اضطراب النوم، وهذا ما حدث لك.

والكروتكيد على وجه الخصوص قد يؤدي إلى شيء من الأرق لكنه مؤقت، أريدك -أخي الكريم- أن تعرف أن هذه الأشياء مؤقتة، وبشيء من التنظيم البسيط في نمط حياتك يمكن أن يعود لك نومك كما كان ويكون نوماً هادئاً وهانئاً وحالماً وسعيدا نسأل الله تعالى.

أولاً: أريدك أن تتجنب النوم النهاري، وتجنب تناول الميقظات بعد الساعة الخامسة مساءً، الذي يظهر لي أن جسدك أيضاً ذو حساسية شديدة للتفاعل مع أي مادة ميقظة بتفاعل بشدة، ويعرف أن الكافيين مادة ميقظة جداً، وقطعاً هو موجود في الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشيكولاته ومركبات أخرى، فحاول -أيها الفاضل الكريم- أن تتجنب تناول هذه الأشياء في وقت متأخر، وأرجو أن تمارس شيئا من الرياضة هذا يفيدك كثيراً، واحرص على أذكار النوم، وثبت وقت النوم ليلاً، ويمكن أن تقرأ شيئا لطيفا، لكن يجب أن لا يكون مثيراً؛ لأن القراءة تؤدي إلى استرخاء نومي جيد، وليس هنالك ما يمنع أن تتناول عقار ايمتربتالين، هو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، أنت لست مكتئبا -أيها الفاضل الكريم- لكن هذا الدواء من خصائصه أيضاً أنه يحسن النوم، وأنت تحتاج له لمدة بسيطة أيمتربتالين 25 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أنصحك به بصفة عامة، ولابد أن ننبهك إلى أن ايمتربتالين إذا تناولته ربما يسبب لك شعورا بالجفاف البسيط في الفم، هذا يحدث لمدة يومين أو ثلاثة، بخلاف ذلك ليس فيه أي مشكلة، الأحلام أيها الفاضل الكريم -إن شاء الله- بعد تحسن النوم سوف تختفي بإذن الله، وتجنب الطعام الدسم الثقيل ليلاً؛ لأن ذلك يعرف عنه أنه يؤدي بالفعل إلى اضطرابات في النوم وكذلك تكرر الأحلام.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً