الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التوقف عن الميول المثلي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب أعيش حياتي بصفة عادية، فقط ما ينغص علي حياتي هو أنه لي ميول نحو أشخاص من نفس جنسي، لم يسبق لي أبداً ممارسة اللواط، أو أي نوع من الرذائل، وأحمد الله على ذلك.

فقط أريد منكم بعض النصائح التي تمكنني من الابتعاد عن هذا المشكل، وأعيش حياتي بصفة طبيعية كباقي الذكور.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه .. الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والبوح بما في نفسك، ومعذرة على التأخر بسبب السفر.

لأسباب متعددة تتعلق غالبا بالتربية وظروف الحياة قد يصبح عند الشاب نوع من أنواع اضطرابات التوجه الجنسي، كأن تصبح عنده ميول الجنوسية المثلية، وكما هو الحال معك، عندما يبدأ يشتهي الجنس مع مَن مِن جنسه، والأخطر من هذا عندما يبدأ بممارسة علاقات مع شاب أو رجل آخر، الأمر الذي لم تقع فيه -ولله الحمد-، إلا أنك على خطر فوجب التنبه.

وفي كثير من الأحيان قد ينشأ هذا الميل المثلي بسبب تحرش أو اعتداء جنسي على الشاب في طفولته، أو مراهقته، مما يجعله يطلب ويُثار بمثل هذا الممارسات المثلية...

طبعا أمر التغيير والعدول عن هذا الميل، وهذه الرغبة ممكن وإن لم يكن بالأمر السهل، وقد فعله كثيرون غيرك عندما نجحوا في هذا التغيير، وإن لم يكن مائة بالمائة، إلا أنه كافٍ ليعيش الواحد منهم حياة قريبة جدا من التوجه الغيري، وهو عكس المثلي، حيث تميل للنساء، وهو الأمر الطبيعي.

وأمامك طريقان للتغيير، الأول، وهو ربما الأسهل والمتوفر، وهو أن تمسك نفسك وتجاهدها لتمنعها من هذا الميل، فتصرفها عن هذه الرغبة في الميل والممارسة الحرام، وأن تعتبر نفسك كأي شاب آخر، غير مثلي وطبيعي التوجه، فتراوده نفسه على ممارسة الحرام مع النساء، إلا أنه يمنعها ويقاومها، وهذا هو أكبر ابتلاء له في هذه الحياة.

والطريقة الثانية، وأنا أعرف أنها غير سهلة وربما غير متوفرة، وهو إن صعب عليك القيام بالأمر السابق بنفسك، فأن تتجه إلى أخصائي نفسي مسلم ملتزم، فأنت قد تحتاج لعدد من الجلسات العلاجية والإرشاد النفسي والتأهيل، وهنا يأتي دور الطبيب النفسي، أو الأخصائي النفسي صاحب الخبرة في التعامل مع المصابين باضطراب التوجه الجنسي.

وبغض النظر عن الطريقة التي تتبعها والمتوفرة لك، فلا شك أن حسن الصلة بالله تعالى، ونمط الحياة الصحي من ناحية النوم والغذاء والرياضة... سيساعدك كثيرا على اجتياز هذا الابتلاء، بأقل الجراح الممكنة!

أرجو أن يكون في هذا ما يعينك على تجاوز هذا الابتلاء، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً