الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب إيذاء نفسي، فما سبب حالتي هذه؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، عمري 20 سنة، مشكلتي أني أؤذي نفسي باستمرار، فمرة سمعت بأن شخصا من الأقرباء يشرب مشروبات غازية بكثرة فـأدى إلى إصابته بمرض السكري، فأصبحت أشرب مشروبات غازية بكثرة إلى أن أستفرغ كي أصاب بالسكري.

ومرة سمعت أن حبس البول -أعزكم الله- يؤدي إلى تكون حصوات بالكلى، فقللت دخولي الحمام -أعزكم الله- ومرة أحرقت جزءاً من وجهي بالأكسجين (التشقير) تعمداً، وفي الكثير من المرات أبلل نفسي بالماء ثم أخرج في بالبرد كي أصاب بالحمى، وخصوصا عند الزعل.

أعلم أن ما أفعله خطأ، ولكن لا أستطيع منع نفسي، ولا أعلم لماذا أفعل هذه الأشياء! فلا أحد من القريبين مني يلاحظ علي، وأبدو طبيعية جداً أمامهم، لدرجة أنني لو أحكي هذه الأمور لأحد من أفراد عائلتي فإنه لن يصدق، لأني أعد من المتزنين في البيت، وحافظة لكتاب الله، ولكن عندما أجلس بمفردي تراودني هذه الأفكار، ودائماً ما أفكر بيني وبين نفسي بأني فاشلة، وأتخيل أشياء من المستحيل أن تحدث.

تعبت وأخشى أن أموت أو أنتحر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Afnan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

إيقاع الأذى بالنفس ظاهرة سيكولوجية معروفة، بالرغم من أنها نادرة، لكن نُشاهدها في عياداتنا، وإيقاع الأذى بالنفس قد يكون بصورة اندفاعية جدًّا وخطيرة، مثل: محاولات الانتحار مثلاً، أو قد يكون من أجل الاستشعار والتفريغ النفسي في حالة وجود مستوى مرتفع جدًّا من القلق والانفعال النفسي، وهذا نُشاهده أيضًا خاصَّة لدى الفتيات من عمرك، وقد تكون حالة مستمرة، وفي هذه الحالة تكون مرتبطة بنوع من الإسقاط السلبي على النفسي من خلال محاولة إيذائها.

وعلماء النفس والسلوك حاولوا أن يبحثوا في هذا الأمر بدقة شديدة، والتفسيرات تقريبًا كُلَّها تدور حول أن العلة الرئيسية تكون في البناء الشخصي للشخصية، أي أنه يوجد درجة من اضطراب الشخصية، قد يكون مرحليًا، قد يكون مستمرًّا، وهذه الأفعال أيضًا قد تكون اندفاعية انفعالية لتخفيف الضغوط النفسية على الإنسان لكن بصورة خاطئة.

عمومًا هو سلوك تحت الإرادة، وتحت التصرف، والإنسان يجب أن يكون عاقلاً ومنطقيًا، وما هو خطأ يجب ألا يقبله لنفسه، فتعاملي مع هذا الأمر على هذه الشاكلة وبهذه الطريقة، أي أن هذا السلوك سلوك خاطئ، سلوك مشوّهٌ لذاتك، فيه إهانة لنفسك، وربما تلحقين أذىً جسيمًا بنفسك حتى وإن كنت لا تقصدين ذلك، فتعاملي مع الأمر على هذه الشاكلة، أي الإقناع الذاتي وتوجيه الإرادة بصورة صحيحة.

وأريدك أن تُعبّري عن مشاعرك بالصورة المشروعة المعروفة، التعبير عن المشاعر -خاصة في حالات عدم الرضا- يكون من خلال التعبير الشفائي، عن طريق الكلام بذوقٍ وبأدبٍ واحترامٍ للطرف الآخر، عوّدي نفسك على هذه الطرق، والرياضة أيضًا فيها متنفّس كبير جدًّا للاحتقانات النفسية السلبية، فاحرصي عليها، واجتهدي في دراستك، وقومي بما هو نافع، والفراغ الذهني والفراغ الزمني دائمًا يؤدي بالفعل إلى أن الإنسان قد تُراوده أفكار لا داعي لها، وقد يتهم نفسه بالفشل كما تحدَّثتِ.

احكمي على نفسك من خلال أفعالك، وإن كانت أفعالك وأداؤك ليس بالصورة المُرضية فمن الآن ضعي أهدافًا، وضعي الآليات التي توصلك إلى الأهداف، ومن ثمَّ سوف تجدين أن مستوى أدائك في الأداء قد تغيَّر جدًّا، وهذا سوف يساعدك بصورة واضحة وجيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً