الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والقلق يعيقان حياتي، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، متزوج وأب لطفلة، بدأت مشكلتي منذ الصغر، حيث بلغني خبر إصابة أخي بكسر في يده، فأصابني الخوف والفزع وأغمي علي، فأصبحت أتجنب سماع أو مشاهدة المواضيع المتعلقة بالأمراض والحوادث، وتصيبني نفس الحالة كلما تعرضت لذلك، وأحس بالخوف المبالغ فيه كلما أحسست بأقل ألم في جسدي، وأصبحت أحس بالخوف عند مخالطة الناس وبالقلق، ورغبة في التحكم بالأمور.

ذهبت إلى طبيب مختص بالرأس، فوصف لي دواء ديروكسات20 مج حبة في اليوم، فتحسنت حالتي بعد تناوله، ثم توقفت عنه، وبعد سنة عادت إلي تلك الحالة، فذهبت إلى طبيب نفسي. فوصف لي دواء ترايزن 20مج، والبرازو 5 مج، ودواء آخر نسيت اسمه، إلا أنني لم أتناول هذه الأدوية خوفا من الأعراض الجانبية، فهل أعود إلى تناول ديروكسات أم أتناول الأدوية الأخرى؟ وبما تنصحونني؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البقالي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من قلق المخاوف، وقلقك موجه نحو شيء معين، وهو التجنب أو الخوف من مشاهدة المواضيع المتعلق بالأمراض والحوادث، وحالتك مسببة، أي أننا وبوضوح شديد نربطها بما بلغك من خبر إصابة أخيك بكسر في يده.

وهكذا -أيها الفاضل الكريم- وكما تلاحظ وبصورة عملية جداً أن المخاوف المكتسبة تكون مرتبطة بحوادث معينة، وفي حالتك ما دام السبب معروفا، فمن المفترض أن تواجه هذا السبب بشيء من المنطق والتحليل السليم.

أولاً: لم تحمد الله على سلامة أخيك، والأمر الآخر هو أن تنظر لهذا الحدث كحدث يحدث في الحياة، وليس من الضروري أن يصيبك أي مكروه، أو يتكرر نفس الحدث عندك، وأن يكون هنالك يقيناً تام أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن تحقر الخوف ذات نفسه وسببه، أن تنظر إليه نظرة جديدة تقوم على مبدأ الثقة في النفس وتحقير المخاوف.

ومن المهم جداً أن تعطي نفسك الفرصة لتوليد طاقتك النفسية، أي طاقة القلق نحو آفاق جديدة، أن تكون أكثر إنتاجية ومهارة في عملك، ومن الناحية الاجتماعية، وأن تمارس الرياضة، وبهذه الكيفية تكون قد وجهت طاقة القلق التي هي طاقة مهمة جداً لنجاح الإنسان تكون قد وجهتها بصورة صحيحة، وأوقفتها تماماً من التوجه في مسارات خاطئة تظهر في شكل قلق وتوتر لديك.

أخي الكريم: لو انخرطت أيضاً في عمل اجتماعي أو عمل تطوعي أو عمل خيري أو دعوي فهذا سيفرغ طاقتك النفسية بصورة جيدة جداً، وسوف يقل عندك الخوف والتوتر خاصة من الأمراض.

بالنسبة للعلاج الدوائي: تعتبر أيضا إيجابية جداً مع الديروكسات، وأرى أنه سيكون هو الأفضل بالنسبة لك، ولم تحتاجه لفترة طويلة.

سوف يكون تناول الديروكسات سي أر أفضل، وهو منتج من منتجات الديروكسات، ابدأ في بتناول جرعة 12.5 مليجراما لمدة شهرين، ثم اجعلها 25 مليجراما يومياً لمدة شهرين آخرين، ثم ارجع إلى الجرعة البسيطة وهي 12.5 مليجراما، وتناولها يومياً لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم اجعلها 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرين أيضاً، ثم توقف عن تناول الدواء.

بهذه الكيفية -أيها الفاضل الكريم- سوف تحس بالأثر الإيجابي جداً للدواء، وإن طبقت ما ذكرته لك من توجيهات سلوكية سابقة أعتقد أن قلق المخاوف سوف ينتهي عندك تماماً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً