الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أقصر ببر والدي لكنني لا أشتاق لهما، فهل أنا عاق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا شاب، أعمل بعيدا عن أهلي، وأسعى جاهدا لأن أكون باراً بوالدي، لكن مشكلتي لا أشعر بأحاسيس الشوق والحنين إليهما، لا أقصر في شيء، ولا أنقطع عنهم، فقط لا أشعر بالشوق لوالدي كشوقي لزوجتي، فأرجو شاكراً تحليل حالتي النفسية، وتقديم النصح، وهل يتعارض ما أشعر به مع مفهوم بر الوالدين؟

لكم خالص احترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأما الجواب على ما ذكرت:

من الطبيعي أنك لا تحن لأهلك، والذي يعيش بعيدا عن أهله يحصل له ذلك، وبما أنك بار بوالديك فهنا قد حققت الواجب نحوهما.

وأما مسألة انه لا يوجد الحنين والشوق لللقاء بهما، فلعلك تعيش بعيدا عنهما منذ فترة، أو لعلك تتذكر بعض ما حصل منهما من أخطاء في حقك، أو لعلك تجهل حق الوالدين عليك، واكتفيت بالبر الظاهر دون الحب في الباطن، أو لعل لديك اهتماماً بالغاً بالزوجة، وتقدمها على الوالدين؟

أرجو النظر في هذه الأسباب، أو غيرها مما تعرفه أنت عن نفسك، ثم تسعى في إصلاحه، وننصحك أن تكثر من الدعاء لوالديك، وأن تتصدق عنهما، وإذا اتصلت بهما حاول أن تكون بشوشا ضاحكا، وحاول أن تجعل زوجتك تزور والديك، وتهدي لهما هدية؛ حتى تكون الحب لهما في قلبك ويرضيان عنك، مع أنني لم أقل أنك عاق، ولكن لديك تقصير طفيف، فانتبه للأمر.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً