الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلقي مصحوب بنوبات هلع، فهل أتوقف عن الدواء أم أستمر عليه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أجدد شكري لموقعكم المتميز، وخدماتكم الجليلة التي يستفيد منها الجميع.

دكتوري الجليل محمد عبد العليم، بارك الله فيك، وبارك لك في ذريتك وذويك، وجزاك الله خيرا أنت وكل الساهرين على هذا الموقع الرائع.

أنا شاب راسلتكم كثيراً، وكنت خير موجه لي؛ لذلك من الواجب علي إطلاعك على مستجداتي، فبعد نصائحكم الثمينة والقيمة، راجعت طبيبا استشاريا مختصا في الجهاز العصبي، له سمعة حسنة، وسعة صدر، وتفهم لحالة المرضى، اطلع على ملفي الطبي كاملا، وشخص حالتي باضطرابات القلق المصحوب بنوبات الهلع، وفسر شكواي الجسدية بكونها مكونا جسديا للقلق ليس إلا، فكان توجيهه لي مطابقا لما كانت تحمله ردودكم القيمة، من نصائح وتوجيهات من حيث الجانب السلوكي.

بالنسبة للجانب الدوائي، كان الاتفاق على عقار السيبرالكس جرعة حبة 10مغ يوميا حيث تم البدء في استعماله منذ أواخر شهر إبريل الماضي 2016، وما زلت مستمراً عليه حتى الآن، وبعد استعمالي لهذا الدواء، والتزامي ببعض التوجيهات السلوكية مثل: (ضبط ساعات النوم وميعاده، التواصل مع الأصدقاء والأهل، الإكثار من المشي مع الأصدقاء، الخروج معهم للنزهة في الطبيعة أو البحر، عدم تضخيم أي عرض جسدي أحس به، وإدراجه في التغييرات الفيسيولوجية للجسم، أو العلل المرضية العابرة والبسيطة)، فأحسست بالفرق، وشعرت بلذة الحياة، بلا نوبات الهلع البغيضة، وبلا قلق ومخاوف ووساوس حقيرة، الحمد لله الذي من علي بهذا التحسن، والشكر الموصول لك وللطبيب الذي يتابع حالتي على دعمكم وإرشادكم لي، أحببت أن أطلعكم على حالتي، والأخذ برأيكم لأنه يهمني جدا، لثقتي بكم.

تناقشت كثيراً مع الطبيب حول الجرعة اليومية للسيبرالكس، فقال لي: إن جرعة السيبرالكس اللازمة لعلاج القلق المصحوب بنوبات الهلع 20 مغ يوميا، لكن بما أنني استجبت على جرعة 10مغ فلا داعي لمضاعفة الجرعة، لكن بشرط أن تكون مدة العلاج أطول نسبيا، تفاديا لانتكاسة -لا قدر الله-، وكذلك فضل جرعة 10 مغ على 20 مغ لكي لا يكون العلاج معتمدا على العلاج الدوائي فقط، بل بجرعة متوسطة مدعومة بالآليات السلوكية لمدة أطول، للوصول للنتيجة المرجوة -بفضل الله-.

موعدي مع الطبيب سيكون يوم 8 فبراير 2017، حيث سنناقش تخفيض الجرعة من عدمه، فما هو رأيك في حالتي؟ وهل ضروري إيقاف العلاج الدوائي، أو لا بأس من الاستمرار بعض الوقت لتعزيز الشفاء كليا -إن شاء الله- كما يقول الطبيب، وخصوصا كون السيبرالكس ليس له أي تأثير على الجسم وأعضائه؟

في انتظار إجابتكم، لكم مني فائق الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك -يا أخي الكريم-، وأشكرك باسم العاملين في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يتقبّل منك ومِنَّا صالح الدعاء.

رسالتك حملت بشريات عظيمة، وهذه الأخبار الطيبة التي سُقتها لنا لها مردود إيجابي جدًّا على نفوسنا، فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأله تعالى أن يُديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين نعمة الصحة والعافية، وأن يجعلنا من الشاكرين على نَعْمائه وآلائه.

أنت -الحمد لله تعالى- قمت بالواجب العلاجي الصحيح، والتزمت الالتزام الصحيح، لذا كانت النتائج -بفضلٍ من الله- صحيحة، ذهبت إلى الطبيب، والطبيب -كما تفضلت- رجل ثقة ومتمكن، وقطعًا شرحه للحالة واستماعه إليك، واهتمامه بالأمر هذا له قيمة علاجية كبيرة جدًّا، والدعم النفسي مهم، وأنت قد تلقيت الدعم النفسي الأساسي، وفي ذات الوقت أرى -الحمد لله تعالى- أنه لديك القابلية والاستعداد نحو التغيير، وهذا في حدِّ ذاته أمرٌ طيب وجميل، وإيجابي جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تستمر على برامجك اليومية السلوكية الحياتية ذاتها، وكما تُشاهد الذي تقوم به أصلاً جزء من حياتنا يجب أن يقوم به كل إنسان راشد يُريد أن يعيش حياة صحيَّة، فأرجو وأسأل الله تعالى أن يجعلك من الصابرين على هذه التمارين السلوكية، وعلى هذا المنهج العلاجي القويم والممتاز.

بالنسبة لعلاج السبرالكس: أطمئنك تمامًا، الدواء لا شك أنه جزء من الرزمة العلاجية، وقد أنعم الله عليك بالتحسُّن، وأنت على هذه الجرعة الصغيرة، وقطعًا القرار سوف يكون لطبيبك الكريم حين تقابله يوم 8 فبراير، لكن من ناحيتي أرى أنه ليس هنالك ما يمنع أن تُكمل عامًا كاملاً وأنت على جرعة العشرة ملجم، بعد ذلك يمكن أن تُخفض إلى خمسة ملجم يوميًا لمدة معقولة، وبعد ذلك يتم التوقف عن الدواء.

هذا هو الذي أراه، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وقطعًا رسالتك أسعدتنا كثيرًا، فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً