الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصلت لي انتكاسة من أدوية الوسواس القهري، فهل أزيد جرعة الدواء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، أعاني من مرض الوسواس القهري بالأفكار، كنت أستخدم سيبراليكس 20 ملغ، واستقرت حالتي لمدة 3 سنوات، ثم حصلت لي انتكاسة عندما قرأت عن الأمراض النفسية، فأصبح لدي خوف شديد، فذهبت للدكتور وأضاف لي سيركويل 100 قبل النوم.

شعرت بالتحسن قليلاً، فغير لي الطبيب السيبراليكس إلى بروزاك 20mg حبتين يومياً لمدة سنتين، فتحسن وضعي -الحمد لله-، ولكن حصلت لي انتكاسة الآن، فهل أزيد جرعة البروزاك 3 حبات يومياً؟

أفيدوني، مع خالص شكري وتقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دحمي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الوسواس القهري يكون انتكاسيًا في بعض الأحيان، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لم يُدعموا الآليات السلوكية المعرفية المطلوبة في علاج الوسواس القهري، حيث إن علاج الوسواس القهري ليس دوائيًا فقط، إنما يجب أن يُغيّر الإنسان فكره، ويجب أن يُقاوِم الوسواس ويُحقِّر الوسواس، ويفعل ما هو مضاد للوسواس، بمعنى أنه يكون لك الاستعداد، والتعبئة العامّة ألا تجعل الوسواس جزءًا من حياتك -أخي الكريم-، ولا تترك مجالاً للفراغ، الفراغ الذهني والزمني والوقتي، هذا كله قد يجلب للإنسان الوسوسة وحديث النفس، وما شابه ذلك، فاحرص على هذه الآليات العلاجية لأنها هي التي تمنع الانتكاسة.

البروزاك دواء رائع وممتاز، ويتميز على بقية الأدوية أنه حين يتم التوقف عنه لن تشعر بأي آثارٍ انسحابية، والأمر الآخر: يمكن أن تتناوله كجرعة وقائية لفترة طويلة، وهذا يحتاج منك أن تتناول مثلاً كبسولتين في الأسبوع، أو إذا تحصلت على نوع من البروزاك يسمى (بروزاك 90) هذا تتناوله مرة واحدة في الأسبوع، فهذه ميزة كبيرة جدًّا بالنسبة لهذا الدواء، أضف إلى ذلك أنه لا يزيد الوزن، وله مميزاتٍ كثيرة جدًّا.

أخي الكريم: ارفع الجرعة مباشرة، اجعلها أربعين مليجرامًا -أي كبسولتين في اليوم- لمدة شهرين، ثم اجعلها ثلاث كبسولات في اليوم، وهذه ليست جرعة كبيرة، هذه هي الجرعة المطلوبة في علاج أنواعٍ معينة من الوساوس، وتناول كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلاً، هذه الجرعة العلاجية المكثفة تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولتين يوميًا لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة عامين مثلاً، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة كل ثلاثة أيام لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أرجو -أخي الكريم- أن تلتزم بهذه الإرشادات التي ذكرتها لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأطمئنك أن الوساوس الفكرية تستجيب للعلاج بصورة أفضل كثيرًا من وساوس الأفعال، أو الوساوس الطقوسية التي تُصيب بعض الناس.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً