الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صراع مع الوسواس، فهل ما أعانيه ذهاني أم نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

إسلام ويب: كيف لي أن أشكركم على مجهودكم وعلى أعمالكم؟ جزاكم الله ألف خير وخير.

عندي استشارتان في إسلام ويب، الأولى كتبتها وحالتي كانت مستعصية، حيث كنت أود الانتحار، والسبب هو أني تعاطيت الحشيش، فسبب لي أعراضا غريبة جدا، وهي باختصار شعور بالغربة عن الذات، وشعور بالرعب من هذه الحالة، وكنت أعاني من وسواس الجنون والاكتئاب، وقد شخصت حالتي بأنها نوبة هلع، نتج عنه زيادة في ألم الرأس، وإحساس بنبض في رأسي ينبض بشكل غير منتظم مع دقات القلب.


وهذه الاستشارة هي الثالثة، وأنا الآن في حال أفضل عن الماضي، فقد زال نصف الفزع، وحاليا أنا في صراع مع الوسواس، مع العلم أني أتغلب عليه أحيانا، وأحيانا يأتيني شعور بالتغرب عن الذات قليلا، وكذلك حالة الديجافو، فهل هذه الأعراض التي كنت أعاني منها هي أعراض ذهانية أم نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكرياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمدُ لله الذي ساعدك في التغلب على كثير من الأعراض التي تعاني منها، من أفكارٍ انتحارية، والإحساس بالغربة بالذات، وآلام الرأس، أو الإحساس بأن هناك شيئا يتحرك، أو شيئا ينبض في الرأس، ونوبات الهلع، والحمد لله تخلصت منها كلها -كما ذكرتَ– وبقي شيء من الوسواس، وذكرت أنك تتصارع معه، وإن شاء الله باتباعك لمنهج العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن تتغلب عليه.

وفيما حصل لك إجابة لسؤالك المحوري حول هل هذه الأعراض أعراض ذهانية أم نفسية؟

بتغلبك عليها يتضح أنها ليست ذهانية، ولكن نتكلم الآن قليلاً عن الاضطراب الذهاني، الاضطراب الذهاني هو نوع من الاضطراب يكون فيه هلاوس إمَّا سمعية أو بصرية أو ضلالات فكرية –معتقدات خاطئة– ويكون هناك سلوك غير طبيعي، وأيضًا كلام أو تفكير غير طبيعي.

وأهم شيء في الاضطراب الذهاني هو أن الشخص لا يكون عادةً عنده بصيرة بالاضطراب الذهاني، وفي كثير من الأحيان يأتي به أهله أو ذويه إلى الطبيب، وهو لا يُدرك أنه مُصاب بالاضطراب الذهاني أو ليست عنده بصيرة بهذا المرض، وفي القديم كانت الاضطرابات النفسية تُقسَّم إلى اضطرابات ذهانية أو اضطرابات عُصابية، والاضطرابات العُصابية مصطلح صار لا يُعمل به، ويستعمل بدلاً منه (اضطرابات القلق)، أو (الاضطرابات الوجدانية)، وغالبًا اضطرابات القلق في معظمها لا تكون اضطرابات ذهانية، وهذا ما تعاني منه، أما الاضطرابات الوجدانية فقد تكون مصحوبة أحيانًا بأعراض ذهانية، ونستعمل نحن الاضطرابات النفسية كشيء يشمل كل الاضطرابات، سواء كانت ذهانية أو اضطرابات قلق، أو اضطرابات وجدان، أو اضطرابات جسمية نفسية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً