الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع أن أتخلص من خوفي بنفسي أم لا بد من طبيب نفسي؟

السؤال

بعد وفاة والدي رحمه الله عليه حدثت معي مشاكل نفسية كثيرة، فقد توفي وعمري 15 سنة، عندي شعور غريب بعدم الإحساس بالواقع أو تصديقه أحس دائمًا أني في حلم مستمر، وأراقب نفسي وأفعالي باستمرار في كل لحظة، وعندي مشكلة كبيرة من الموت، وخوف غريب يتملكني عند زيارة المقابر، وعندما يتوفى شخص لا أصدق أنه توفي وأعيش حالة غريبة من الأسئلة، كيف توفي؟ أين ذهب؟ وغيرها من الأسئلة التي أنهكتني بمعنى الكلمة!

أيضًا دائمًا أرى كل شيء أمامي يتأرجح لا شيء ثابت أمامي، أحس دائمًا بعدم الاتزان المستمر وأحيانا أقرب على الإغماء.

أعيش حياتي هكذا منذ 7 سنوات، وقد تغيرت حياتي من النقيض للنقيض، كنت الأول في دراستي متفوقا على الجميع، والآن لا أقدر حتى على النجاح بالكلية مجرد عبور السنة، كان وزني مثاليا، والآن أصبحت 125 كيلو.

دائما عندي إحساس رهيب بالخوف وعدم الثقة بالنفس، وأن الجميع دائما يراقبونني في كل لحظة، فتصدر مني أفعال بعدم الثقة الكبيرة بسبب هذا.

أصبت بكهرباء زائدة في المخ، وبفضل الله تخلصت منها بعد فترة علاج استمرت 6 سنوات، وذهبت إلى أكثر من طبيب نفسي، ولم أستكمل مع أي منهم لعدم اقتناعي بالعلاج الدوائي، وحياتي تسوء أكثر فأكثر، فقدت كل علاقاتي حتى أني لم أعد أحب حياتي، وصارت العديد من المشاكل.

الآن أحاول جاهدا حفظ القرآن الكريم، والالتزام بالصلاة والتفوق في البرمجة والوصول للوزن المثالي، كما كنت سابقا، ولكني أحاول منذ 7 سنوات تماما، ولا أستطيع تغيير أي شيء.

هل أستطيع أن أتخلص من كل ذلك لوحدي أم لا بد من طبيب نفسي؟ هل سأكمل حياتي بشكل طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده إبراهيمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عند وفاة شخص عزيز لدينا وشخص مقرب منا كالوالد الوالدة، الأخوين، أو الأبناء يكون هناك حزن شديد لفترة من الوقت، ولكن بعد ذلك ننسى ونعيش الحياة الطبيعية، إذا استمر هذا الحزن لفترة أطول، أو كلل شديد أو صاحبته أعراض قلق اكتئاب ووسواس مثل ما حصل معك يكون هذا الحزن حزنا مرضيا، وهو ما حصل معك من خوف الموت والرهاب وهذا كله لا يمت بصلة إلى الموت والمقابر.

فإذاً أنت تعاني من مخاوف وسواسية وقلق هذا ما تعاني منه، ولي وقفة في التعليق على كلمة (زيادة في الكهرباء)، الزيادة في الكهرباء تعني أن هناك خللا أو أن رسم الدماغ يكون غير طبيعي، ولكن لا أدري هل كانت عندك تشنجات أو فقدان للوعي أم ماذا؟ عادة نحن لا نعالج زيادة الكهرباء ولكن نعالج إذا كان هناك أعراض، إذا كان هناك أعراض يشكو منها الشخص أو علامات مرضية فيتم علاجها، ولكن لا يتم علاج الأشياء غير الطبيعية في رسم المخ أو مثل هذه الأشياء.

أما عن سؤالك فهل يمكن أن أتخلص منها لوحدي؟ لا أعتقد ذلك والدليل أنك حاولت منذ فترة طويلة ومازالت تعاني وأثرت عليك، أثرت على مستواك في الدراسة، وأثرت على حياتك، فإذاً تحتاج إلى مساعدة، تحتاج إلى مساعدة طبية متخصصة، ويا أخي الكريم ليست كل الأدوية النفسية مضرة ومسببه للإدمان هذا من ناحية.

ومن الناحية الأخرى العلاج النفسي ليس علاجاً دوائياً فقط، هناك علاج دوائي وعلاج نفسي ويمكن الجمع بينهما، ويمكن أن تأخذ علاجاً نفسياً بدون أدوية ويساعدك في هذا كثيراً، وإن شاء الله بالعلاج النفسي لوحده أو بالعلاج النفسي زائد العلاج الدوائي يمكن أن تتخلص من كل هذه الأعراض وتعيش حياة طبيعية ومستقرة.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن المتوكل على الله

    الاخ الكريم عبده ابراهيمي السلام عليكم
    وانا اقرا قصتك تذكرت تماما قصتي عندما توفي والدي وعمري 19 سنة واصابتني مشاعر الحزن ومن ثم تحول الى اكتئاب واعتزال للناس ومراجعة اطباء نفاسانيين واعراض غريبة اشكو منها واحيانا كان الاطباء يساعدوني على فهم حالتي وما هية الاعراض التي اشكو منها وكانت الاعراض تتحسن احيانا بمجرد الحديث للطبيب وبعض الادوية كان لها اثار جانبية قوية لم استطع تحملها
    المهم يجب ان نقتنع ان الموت حق وهذه ارادة الله سبحانه وتعالى وانا الان عمري 54 سنة والحمد لله ذهبت كل الاعراض والوساوس فاطمئن وادعو الله لك بالشفاء العاجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً