الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخفقان الشديد، والخدر في الجسم، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، قبل 9 أشهر شعرت بحالة اختناق وخفقان شديد، وخدران في الجسم والأنف، وأحس أن قلبي يتقلص، أو يتوقف قليلاً ثم يعود لطبيعته، بعدها شعرت بوخزات من الجهة اليسرى من القلب والظهر.

أجريت تخطيطاً للقلب 11 مرة، و7 مرات إيكو، وكانت النتائج طبيعية، تلك الأعراض خفت ثم عادت مرة أخرى، ولكن أخف من السابق، أشعر أن نبضات قلبي خفيفة، وبتنميل في الأنف والوجه، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية في أول مشاركاتك هذه، ورسالتك واضحة، وهي أنك تعاني من أعراض الخفقان، والشعور بالتنميل أو الخدر في بعض مناطق الجسم، ومن الأعراض المهمة التي تعاني منها أيضًا هي الشعور بالاختناق، أو الكتمة، وصعوبة التنفس -كما يُسميها البعض-.

وأعراضك أيضًا تتمركز حول الصدر، والشعور بالوخزات، وموضوع القلب، وما وصفته بأن القلب يتوقف قليلاً ثم يرجع ويشتغل، هذه تُسمى بالخوارج الانقباضية، وهي حالة فسيولوجية، أي ليست مرضية، نشاهدها كثيرًا عند الذين يُعانون من القلق والتوترات، أو الخوف المرضي.

فتشخيص حالتك -أيها الفاضل الكريم- هي أنك تعاني من قلق، وهذا القلق مصحوب بقليل من المخاوف المتعلقة بصحتك، وهذا هو الذي جعلك تحس بما تحسّ به، الحالة ليست عضوية، وهي حالة نفسية بسيطة، لا نعتبرها مرضًا، إنما هي ظاهرة، وأول ما يجب أن تقتنع به هو -ما ذكرته لك- أن حالتك ليست حالة مرضية، وليست حالة عضوية، نعم هي مزعجة، لكن -إن شاء الله تعالى- سوف تختفي.

الأمر الثاني: سوف تستفيد كثيرًا من ممارسة الرياضة، أي رياضية، رياضة المشي، الجري، هذا يؤدي إلى استرخاء عضلي كبير، وهذا الاسترخاء العضلي يزيل الشعور بالاختناق، والتنميل والخدر والكتمة، ووخزات الصدر.

ووخزات الصدر سببها أن القلق يؤدي إلى تقلص في عضلات القفص الصدري، وهذا يؤدي إلى ظهور هذه الوخزات، وحتى الشعور بالكتمة، ودائمًا الناس تنشغل بالجهة اليسرى من الصدر، اعتقادًا منهم أن القلب موجود في الجهة اليسرى، وأن الإنسان ربما يعاني من مرضٍ في القلب، والقلب هو مركز الحياة من الناحية التشريحية.

فالأمر كله قلق في قلق، فأقول لك: لا تقلق بكل بساطة، ومارس الرياضة، كما أن التمارين الاسترخائية سوف تفيدك جدًّا، إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، ومن يُمارسها باستمرار يستفيد كثيرًا، على الأقل بمعدل مرة أو مرتين في الصباح والمساء.

هنالك ما نسميه بالعلاج التأهيلي النفسي، وهو أن يصرف الإنسان انتباهه عن الأعراض من خلال عدم التردد على الأطباء، تنظيم الوقت واستثماره بصورة صحيحة، الترفيه عن النفس بما هو طيب، الدعاء، الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، الحفاظ على الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن؛ لأن القرآن هو أرفع أنواع الذكر، وكما تعرف أنه بذكر الله تطمئن القلوب.

التفاعل الأسري الإيجابي، من بِرٍّ للوالدين والإحسان إليهما، والعلاقات الوطيدة مع الأخوة، بالنسبة للمتزوج يكون مُهتمًّا بأسرته وزوجته، والقيام بمسؤولياته وواجباته تجاه بيته، هذا كله مهم.

بقي أن أقول لك أنه سوف تستفيد جدًّا من العلاج الدوائي أيضًا، وأنت تحتاج له، هنالك دواء يُسمى (زيروكسات CR)، إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم أنقصها إلى 12.5 مليجراما يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً