الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاعر ووساوس غريبة تنتابني يظهر أثرها على جسدي.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، أبلغ 24 عاماً، كنت منفتحة على الحياة، تملؤني الطاقة والحيوية، ولدي أهدافي وطموحاتي الخاصة، عانيت منذ فترة من ضغوط نفسية من الأهل والعمل، وعلى إثرها بقيت في المنزل لفترة طويلة، لا أخرج، ولا أتحدث مع أحد حتى أصدقائي المقربين، وانقطعت لعدة أيام عن الطعام, وعدت بعد ذلك إلى حياتي العادية وتحقيق أحلامي، ولكن بعدها ظهرت علي أعراض غريبة، دقات قلبي سريعة، ولا أتنفس جيدا، ونغزات في صدري مع دوخة وتعب عام، تم تشخيصي عندها بإصابتي بالأنيميا الحادة، والتزمت بكورس علاجي مكثف امتنعت على إثره عن عاداتي السابقة كشرب قهوتي الصباحية المعتادة.

لم يتوقف الأمر على ذلك فبدأت علي أعراض غريبة تظهر على جسدي مما أدى ذلك إلى إصابتي بنوبات هلع، كانت تأتيني كل يومين تقريبا، وبعد كل نوبة أُصبحُ شخصا آخر بمشاعر غريبة بداخلي، لا أستطيع التوقف عن التفكير والإحساس بها، وعندما أنظر إلى المرآة أجد شخصاً آخر ينظر إلي:
- أشعر بأن كل شيء حولي مزيف، والحياة والمواقف التي أعيشها غير حقيقية وغير موجودة.
- أعاني من رهاب الموت، وأفكر فيه دائما، وأخاف أن أكون مجرد ذكرى.
- أخاف من أن تظل هذه المشاعر معي إلى الأبد.
- الماضي السعيد بالنسبة لي أصبح شيئا مرعبا.
- كثيرا ما أشعر بغصة في الحلق، وحزن عامر ينتابني.

علما بأنني لم أتوقف عن ممارسة حياتي اليومية، ونسبة الأنيميا في تحسن شديد، ولكن الأعراض مثل ثقل التنفس ونغزات الصدر والكتف الأيسر ما زالت موجودة تؤرقني، مع المشاعر الغريبة التي تنتابني.

فما هو تشخيص الحالة التي أمر بها؟ وهل فعلياً ستظل معي للأبد أم لها علاج؟

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه في مجمله أعراض قلق وتوتر، وواضح أن هناك أعراضا بدنية أو جسمانية للقلق مثل: صعوبات التنفس، ونغزات الصدر، وألم الكتف، هذه هي أعراض بدنية أو جسدية للقلق النفسي، والشعور بالتغيير في مشاعر الشخص أو الناس من حوله تغيروا، وأحياناً يطلق عليه أعراض الأَنِّيَّة أيضاً هي من أعراض القلق النفسي والتوتر، وطبعاً هناك بعض أعراض الاكتئاب وغالباً تكون ثانوية إذا استمرت أعراض القلق لفترة من الوقت بدون علاج فيحدث الاكتئاب كشيء ثانوي؛ لعدم زوال هذه الأعراض أو لبقائها لفترة من الوقت.

إذاً مجمل ما تعانين منه -يا أختي الكريمة- هو قلق وتوتر نفسي ليس إلا، هذه هي الأعراض الغالبة عندك، لكن الشيء المفيد ولله الحمد المنة في ذلك هو كما ذكرت في استمرارك في الحياة العادية، ونحن من المقاييس عادة التي نتبعها لشدة المرض هو مدى تأثر الشخص بالأعراض في حياته العادية، ونقصد بحياته العادية في محيط أدائه لعمله ودراسته وفي علاقاته الاجتماعية أو علاقاته العائلية، فاستمرار الشخص في أداء حياته العادية بصورة طبيعية فهذا مؤشر على عدم شدة الأعراض، أو على قدرة الشخص للتأقلم والتكيف مع هذه الأعراض وهذا شيء حميد وشيء إيجابي، ولله الحمد في ذلك، وما عليك -يا أختي الكريمة- ألا أن تستمري في الحياة العادية، وأن تحاولي ببعض تمارين الاسترخاء النفسي، فالاسترخاء والتوتر لا يجتمعان، إذا استطعت أن تتعلمي وتمارسي طرق الاسترخاء النفسي إما عن طريق الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق التنفس العميق فسوف بإذن الله تعالى تقضي أو يقود ذلك إلى زوال الأعراض المتبقية من القلق النفسي.

لا شيء يستمر، والإنسان يتغير من فترة إلى أخرى، بل في اليوم الواحد الشخص مشاعره تتغير، قد يكون قلقاً ومكتئباً في الصباح ولكنه في الظهر والمساء تزول هذه الأعراض، لا شيء -يا أختي الكريمة- يستمر حتى بدون علاج، ولكن إن شاء الله مع العلاج الذي ذكرته والعلاج النفسي تزول هذه الأشياء وترجعين إلى طبيعتك مائة في المائة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً