الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والتلعثم في الكلام والشرود الذهني، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 30 سنة، وأعزب، وموظف منذ ست سنوات.

مشكلتي هي القلق والتوتر والارتباك والتلعثم في الكلام، وزاد هذا الأمر مؤخراً، وأيضاً الخوف من التحدث أمام الناس في المناسبات والعمل بالاجتماعات، وأتلقى انتقادات بأنني لا أتحدث مؤخراً.

كما أني أعاني من شرود الذهن وعدم التركيز مع المتحدث أحياناً، وكذلك عندما أتكلم مع مسؤول أو في مكان فيه مجموعة ينتابني الخوف، ولا أجيد ترتيب الكلام ولا تنسيقه حينما أتحدث، أتحدث بسرعة وأنسى معظم ما أود قوله، وبينما أتحدث أنتظر انتهاء الكلام.

أما في المنزل ومع الأصدقاء يخف جداً هذا الشعور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الذي تعاني منه هو نوع من القلق الاجتماعي الظرفي البسيط، هو ظرفي لأنه مرتبط بأوقاتٍ معيَّنة، وهي عند المواجهات الاجتماعية خارج المنزل.

حالتك - إن شاء الله تعالى - من درجة بسيطة جدًّا، وأول ما أرشدك إليه هو الإدراك التام بأن الأعراض التي تحسّ بها فيها مبالغة، فيها تضخّمٍ، التلعثم ليس بالصورة التي تتصورها، إن حدث فهو أمر بسيط جدًّا للدرجة التي لا يُلاحظها من يستمع إليك. الشعور بالخوف شعور داخلي، غير معلوم أو غير مكشوفٍ للآخرين. عدم التركيز هو تصور أكثر ممَّا هو حقيقة.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تطمئن، وأريدك أن تُحقِّر هذه الأفكار - أي أفكار الخوف - وتطرح أسئلة على نفسك: ما الذي يجعلك تخاف في المواقف الاجتماعية؟ أنت الحمد لله تعالى حباك الله بالمقدرات، ولست أقلَّ من الآخرين في أي شيء.

النقطة الثالثة هي: أن تُكثر من المواجهات الاجتماعية، التجنُّب والابتعاد يزيد كثيرًا من الخوف الاجتماعي، أما المواجهة والإصرار على المواجهة حتى وإن سبَّب خوفًا وقلقًا في بداية الأمر إلَّا أن بعد ذلك سوف تكون أحوالك طيبة جدًّا ويختفي هذا الخوف تمامًا.

ويا أخي الكريم: وجدنا أن هنالك ممارسات في الحياة نحتاجها ونُطبِّقها بصورة يومية، وهي تفيد في علاج هذه الحالات:

أولاً: الصلاة مع الجماعة في المسجد.
ثانيًا: ممارسة رياضة جماعية ككرة القدم مثلاً.
ثالثًا: الإصرار على القيام بنشاط اجتماعي واحد على الأقل في اليوم، مثل زيارة صديق، أو زيارة مريض، أو تناول وجبة طعام في مطعم، أو السير في جنازة، أو الذهاب إلى مناسبة عرس وفرح مثلاً... وهكذا. إذًا الالتزام اليومي بنشاط اجتماعي من النوع المفيد والواقعي والعملي الذي حدَّثتَ عنه سوف يزيل تمامًا من مخاوفك.
رابعًا: أريدك أن تنضمَّ لأي نشاط اجتماعي، ثقافي، رياضي، الذهاب لحلقات حفظ القرآن، أي شيء من هذا القبيل، هذا كله يُساعدك في العلاج تمامًا.
خامسًا: تطوير المهارات الاجتماعية الأساسية، وهذه تتأتَّى من خلال: التحيّة والسلام على مَن يُسلِّمُ علينا وعلى مَن لم يُسلِّم علينا، وأن تُدرك - أخي الكريم - أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، فحاول دائمًا على هذا النهج.

التفاعل الإيجابي داخل الأسرة له فوائد عظيمة أيضًا.

النقطة الأخيرة - أخي - في العلاج الدوائي، توجد الحمد لله تعالى أدوية فعّالة جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، إنِ استطعتَ أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تستطع هنالك دواء يُسمى (زيروكسات CR)، وأنت محتاج أن تتناوله بجرعة بسيطة وصغيرة، توجد أدوية غيره، لكنّه دواء فعّال. الجرعة هي: 12.5 مليجرام يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول العلاج.

الدواء سليم جدًّا، قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الشهية نحو الطعام، كما أنه بالنسبة للمتزوجين في بعض الأحيان عند المعاشرة الزوجية قد يؤدي إلى تأخير القذف المنوي، لكن ليس له تأثير على الذكورة والصحة الإنجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً