السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذه الجهود المبذولة.

أنا شاب، لاحظت كثيرا أن حياتي غير منظمة، وأحيانا أشعر بأنني أعاني من مرض نفسي لا أعرف كيف أصفه لكم، فمثلا عندما أنظر لنفسي، أشعر بأن تفكيري مفصول عن جسدي، علما بأنني في الصغر تعرضت لبعض الصغوطات النفسية، وبعض المواقف الحرجة التي دائما أتذكرها، وأندم على فعلها، ولاحظت أيضا أنني لم أحقق أي هدف في حياتي، رغم أنني وضعت أمامي بعض الأهداف، ولم أستطع تحقيقها، ولا أعلم لماذا؟

مثلا: أضع أمامي أنني سوف أستيقظ مبكرا، وأترك النوم الكثير والكسل، وأحاول عدة مرات لكنني لا أستطيع، وأحيان أحاول ترك العادات السيئة، كالتحدث مع فتيات أجنبيات، وأفشل أيضاً، كما أحاول تطوير نفسي، وأستمر لعدة أيام ثم أفشل، كما أن مزاجي متقلب الأحوال، ولا أعرف من أين أبدأ في تطوير وتطهير نفسي، ومن الضروري أن أقوم ببعض الواجبات في المنزل، مع استمراري في الدراسة.

سؤالي الأخير:
أريد تطوير نفسي في اللغة الإنجليزية، ولدي خلفية لقواعدها، لكنني لا أجيد التحدث بها إلا قليلا، فهل هناك موقع باللغة الإنجليزية تنصحونني به لتطوير ذاتي في اللغة الإنجليزية؟

أكرر شكري لجهودكم التي ليس لها مثيل.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Musllim حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، ومعذرة على التأخر بسبب السفر وبعض الأمور الأخرى.
من الواضح أن سؤالك يطرع عددا من القضايا، وهي ليست بالمستوى ذاته من إمكانية السيطرة عليها والتحكم فيها، ومن جملة هذه القضايا سأذكر التالي، وأمامها فكرة بسيطة عن طبيعتها:

- العزيمة على الاستيقاظ المبكر: فكثير من الناس قد يرغب بهذا، ومن ثم يضعف، وهذا لا يعتبر مرضا نفسياً، وإنما هو أمر عادة، ومنتشرة عند الناس.

- الرغبة في ترك الحديث من الفتيات الأجنبيات: فهذا لا شك بأنه المفروض أن يكون أسهلها تحقيقا، لأنه ليس عملا لا إراديا، وإنما هو عمل إرادي، ويمكنك السيطرة عليه، وخاصة عن طريق عدم الذهاب إليهن، أو الاقتراب منهن، وكثير غيرك يمسك نفسه عن هذا العمل؛ للحفاظ على أخلاقهم ودينهم، فأعانك الله ويسّر لك أمرك.

- تطوير الذات: فهذا هدفنا جميعا، وهو ليس بالشيء الذي إما أنه يوجد كله أو ينعدم تماما، وإنما هو محاولة هنا وأخرى هنا، وأحيانا ننجح، وأحيانا يكون نجاحنا أقلّ درجة، وهو كما يقال مهمة طوال العمر، ومن أهم وسائلها العلم والتعلم، والقراءة وزيادة الخبرات في مجالات الحياة المختلفة، والاهتمام بالهوايات المفيدة ومنها الرياضة، بالإضافة طبعا للحفاظ على الدين والخلق.

- تعلم اللغة الإنكليزية وتقويتها: فأيضا هذه لها مجالاتها وأساليبها المختلفة من التسجيل في دورات لتعلم اللغة، سواء المباشرة أو عن طريق النت، وما أكثرها، وكذلك من خلال الحديث والقراءة وحفظ الكلمات، ولكن أرجو أن لا تكون رغبتك بتقوية اللغة لمجرد الحديث مع الفتيات الأجنبيات، وإلا فهذا هو التناقض فيما ترغب وتريد تحقيقه.

- التقلب المزاجي: ربما الكثير منه بسبب الظروف التي تعيشها، أو حتى طريقة رؤيتك وتحليلك لهذه الظروف، والتي يمكن أن تستفيد من الأخصائي النفسي الذي يعمل في مكان دراستك، حيث يمكن أن يستمع لتفاصيل حياتك، وخاصة الضغوط النفسية التي تعرضت لها في الماضي، وبالتالي يعطيك إرشادات في طريقة التكيف معها، وبحسب طبيعة هذه الظروف التي لم تذكرها لنا هنا، وربما بعضها بسبب الاقتتال الدائر في البلد العزيز ليبيا، أعانك الله على تجاوز هذه الظروف الحرجة.

فإذا، وكما تلاحظ أن ما تعاني منه لا يشترط أن يكون بسبب مرض نفسي يحتاج لعلاج، وإنما هو التكيّف مع الحياة وظروفها.

وفقك الله ويسّر لك أمرك، وجعلك من الناجحين المتفوقين.