الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بشيء يفور في صدري وأنا حامل.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 33 سنة، حامل في الأسبوع الخامس، لم أكن متقبلة للحمل؛ لأني عملت عمليتين قيصريتين الأخيرة قبل 10 أشهر، وأنا موظفة، مرة كنت في الدوام من الصباح إلى الساعة 3 والنصف تقريبا، لم آكل شيئا، شربت كوبا من الكوفي، حتى الماء لم أشربه، وأنا أساسا مقلّة في شرب الماء، وعندي القولون هائج، والغازات كثيرة، لم أستطع إخراجها حتى بعد رجوعي للمنزل، توضأت وتغديت وأكثرت الأكل بسبب الجوع، وأكلت قطعة فلفل حارة، وقمت أصلي العصر، ولمّا كبرت للصلاة أحسست بشيء يفور في صدري، وكأنه هواء، ثم زادت دقات قلبي، وأحسست أن قلبي أصبح في حلقي.

لا أعلم كيف أكملت صلاتي، ذهبت للمستشفى فورا، ومع المشي زادت عليّ، وضع التخطيط والنبض وصل 202، أعطوني ادينوسين مرتين، ثم رجع لوضعه الطبيعي، قالوا لي إنه svt، ويحدث مع الحمل كنت خائفة جدا، ومتوترة جدا، وأساسا أنا خائفة، لا أعلم ما الذي بي؟ وخائفة من أمراض القلب.

أتمنى الرد، هل الغازات السبب، أو الحمل، أو التوتر؟

أشكركم على ما تبذلونه في هذا الموقع الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فيصل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

خلال الحمل يزداد عدد الأوعية الدموية، ويحدث هناك نقص مقاومة وعائية، وخاصة في أول الحمل، وذلك لتأمين الدم اللازم للحمل، وهذا يؤدي إلى هبوط ضغط مما يستدعي أن يتسرع القلب أكثر حتى يعوض هبوط الضغط.

وتسرع الضغط أو الخفقان هو آلية معاوضة يقوم بها الجسم؛ ليعوض هبوط الضغط ويستطيع إيصال الدم لكل الجسم والجنين، وتستمر هذه اﻷعراض في الحمل وتزداد في الأشهر الأخيرة.

يمكن للقلق والخوف والتعب والجوع وزيادة المجهود العضلي أن يزيد من اﻷعراض، وتكرار الحالة، لذلك ﻻ بد من المتابعة عند أخصائي القلب.

يمكن التخفيف من هذه اﻷعراض، وذلك بالتحرك وممارسة أي مجهود، أو نشاط بشكل متدرج، حيث يتأقلم القلب مع المجهود الجديد، وعدم الجلوس، أو الوقوف لفترات طويلة، وعدم تغيير وضعية الجسم بشكل مفاجئ خاصة عند اﻻستيقاظ والنهوض من وضعية اﻻستلقاء، وذلك حتى يتوزع الدم بشكل مناسب في الجسم.

ويفضل -أختي- رفع الساقين إلى مستوى الجسم أي إلى مستوى القلب، أو أعلى في حال الجلوس، أو اﻻستلقاء، واﻻستلقاء على الجنب الإيسر قدر الإمكان.

عليك بتناول الطعام بوجبات صغيرة ومتعددة، مع الإكثار من البروتينات والخضروات والفاكهة طوال اليوم، والتقليل من الأطعمة التي تهيج القولون وتسبب الغازات وخاصة المنبهات والمشروبات الغازية، وعليك بالإكثار من السوائل والماء بشكل كاف، حيث إن السوائل مفيدة جدا في فترة الحمل.

عليك اﻻهتمام بنفسك جيدا لتجنب تكرار هذه الحالة، من ناحية التغذية والهدوء النفسي، والجهد والراحة والمراقبة الجيدة للحمل، واتباع نصائح طبيب القلب، وطبيبة النساء.

شفاك الله وعافاك ورزقك الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً