الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب وتعلثم في الكلام عند التحدث، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من اضطراب، وأنا أظن أنه يتعلق بالدماغ، سأقوم بوصف ما أعاني منه، أنا لدي تشوش ذهني، سأصف لكم الحالة، أنا عندما أريد أن أتحدث بشيء أحيانا أعجز عن الكلام، وكأن غمامة أتت على عقلي وأغلقت عقلي، فلا أستطيع التحدث لنسياني ما أريد أن أتحدث به؛ لأنه يحصل انسداد عندي في الأفكار، فيذهب من ذهني ما أريد أن أتحدث به، ولكني -والحمد لله- أكمل الحديث ولكن بشق الأنفس، أحيانا أقوم بالرجوع إلى آخر جملة قلتها حتى أستطيع أن أتذكر ما سأقول بعدها.

أكتب لكم وأنا في غاية الحزن، أنا أريد أن أعبر لكم عن مشكلتي بأفضل طريقة، أريد أن أقوم بتوصيل ما بذهني تماما كما هو حاله، أريدكم أن تفهموا حالتي لكي تقوموا بتشخيص حالتي، أنا أشعر أن هناك تلفا في دماغي، لكن لا أعرف ما تشخيصه.

سأكمل لكم حديثي، أنا مشوش الذهن، مثلا بعض الأفكار التي تأتيني تأتي بعيدة، يعني مشوشة وغير واضحة، وأحيانا وساوس مترددة، والأفكار البعيدة، أقصد بها التي تأتي لعقلي غير واضحة، فالنور البعيد هو غير واضح ومشوش، فأنا كثير النسيان.

أنا عندما تذهب الأفكار من ذهني ولا أستطيع أن أتحدث أشعر بخوف، ويغشى الخوف قلبي، إذا كنت أتحدث مع شخص أشعر بحرج وضيق، لكن كما قلت الحمد لله أتغلب على هذا الأمر، أحيانا أتلعثم في الكلام أو أسكت لثانية أو ثانيتين حتى أتمكن من إكمال ما أقوله وهنا يحصل الضيق، وأيضا ضيق في الكلام لذهاب النفس فيخرج الصوت ضعيفا أو حزينا ومبكيا، وأحيانا أخرى آتي بالكلمات غير مرتبة، وأشعر بخوف وضيق في صدري عندما أتحدث مع شخص، فهذا الشيء يسبب لي الاكتئاب.

أرجو منكم أن ترشدوني إلى العلاج، فأنا أريد أن أتعالج وأشفى إن شاء الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك لك – أخي – تواصلك مع إسلام ويب، وأنا قد اطلعتُ على رسالتك أكثر من مرة حتى أستطيع تفهمها، والذي استنتجته – أخي الكريم – أنك تعاني من قلق وبعض المخاوف الوسواسية التي أدَّتْ إلى هذا التشويش الكبير في أفكارك، وشعورك بالانغلاق أو الانسداد أو الفراغ الذهني وعدم مقدرتك على توصيل المعلومة أو استقبالها بالصورة الصحيحة.

هذا هو الذي استنتجته – أخي الكريم – ويُعرف تمامًا أن القلق حين يكون مُهيمنًا ومسيطرًا يؤدي إلى إجهاد نفسي كبير، والإجهاد النفسي هذا ينتج عنه بالفعل الشعور بالخواء والتشتت الذهني.

أتمنى – أخي – أن أكون تفهمتُ رسالتك بقدر المستطاع.

والشيء الآخر الذي لفت نظري هو: أنه ربما يكون لديك شيء من الخوف الاجتماعي البسيط، هذا يجعلك أيضًا لا تستطيع التركيز أو ربط الكلام حسب ما هو مطلوب في بعض المواقف الاجتماعية، وأحيانًا يأتيك هذا التلعثم أو السكتة.

فيا أخي الكريم: هذه الحالات موجودة، وهي مزعجة بالفعل، لكني أؤكد لك أنها غير خطيرة أبدًا.

علاجها يتمثل في الآتي:
أولاً: أخذ قسط كاف من الراحة النفسية والجسدية والذهنية، وذلك يتم من خلال: النوم الليلي المبكر، هذا مهم جدًّا، وتجنب النوم النهاري.

ثانيًا: التنظيم الغذائي المعقول، بأن يكون غذاؤك متوازنًا.

ثالثًا: الحرص على الرياضة، الرياضة – خاصة رياضة المشي أو الجري مثلاً – تؤدي إلى ترميم كبير جدًّا في خلايا الدماغ وخلايا الجسم ممَّا يجعلها أكثر فعالية، هذا أمرٌ أصبح الآن ثابتًا ولا جدال حوله.

رابعًا: عليك أن تمارس تمارين استرخائية، أريدك أن تطبقها جيدًا، إسلام ويب أعدتْ استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية التدرب على هذه التمارين، فأرجو أن تحرص على تطبيقها.

خامسًا: عليك بتلاوة القرآن بتدبُّر وتمعُّنٍ، القرآن يزيد من مستوى الاستيعاب وترابط الأفكار، وهذا أمرٌ مثبتٌ تمامًا.

بقي أن أقول لك بعد ذلك أنه من الأفضل أن تُجري فحوصاتٍ طبيةٍ عامَّة، إن شاء الله تعالى ليست هناك مشكلة طبية، لكن يجب أن تتأكد من مستوى السكر، والهيموجلوبين، والفيتامينات، والكلى والكبد والغدة الدرقية ... هذه الأساسيات قم بها.

وأخيرًا أخي: تناول أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي سيفيدك بإذن الله تعالى. هنالك دواء يُعرف علميًا باسم (سيترالين) وله عدة مسميات تجارية، منها (زولفت) و(لسترال) وربما تجده في فلسطين المحتلة تحت مسميات أخرى.

إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا تناول الدواء، وإذا كان عمرك أقل من ذلك فيجب ألا تتناوله. الجرعة هي: تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبتين ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، ثم انتقل مرة أخرى إلى الجرعة الوقائية، وهي أن تجعل الدواء حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم توقف عنه من خلال أن تجعل الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله، الدواء سليم وفاعل وغير إدماني، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤدي قليلاً إلى تأخير القذف المنوي، لكنّه لا يؤثِّر على الصحة الذكورية عند الرجل ولا على الإنجاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا بنت السعودية

    شفاك الله وعافاك و قراءة القرآن بصوت مرتفع قليلاً بتدبر لها أثر عظيم في الشفاء من مثل هذه المشاكل ؛ بسيطة بإذن الله وستتعافى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً