الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع بسبب الجيوب الأنفية.. هل تنصحون بإجراء العملية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ 11 شهرا من رعشات فجائية في الأطراف تنتابني ليلاً فقط، وغالباً ما تكون في مرحلة الدخول في النوم (وأحيانا حين الاستغراق بالنوم)، تكون أحياناً قوية وأحيانا خفيفة، وفي كلا الحالتين توقظني من نومي (على الرغم أن نومي ثقيل نوعا ما).

طلب مني الدكتور تخطيطا، وكان سليما، قال لي إنه محتمل أن يكون الأمر نفسيا، واليوم ظهرت نتائج فحص السي تي سكان للمخ، فكانت النتائج طبيعية، وكتبوا ملاحظة على وجود جيوب أنفية (أعاني منها منذ أكثر من 10 سنوات).

علما بأنني منذ أكثر من عام لا أعاني من أي توتر يؤثر على حياتي، لكنني بطبيعة الحال شخصية متوترة نوعا ما.

وآخر سؤال: أعاني من صداع قوي ومستمر منذ سنة أيضا، وأعتقد أنه صداع الجيوب الأنفية، يستمر معي منذ يوم إلى 4 أيام، وغالباً ما يكون شديدا جداً، أحياناً أشعر به في العينين، وأحياناً آخر الرأس من الخلف، وأحيانا على الجنبين وفي منطقة الجيوب، هل تنصح بإجراء عملية إزالة الجيوب الأنفية؟ سمعت الكثير ممن عملوها ونجحت معهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما عبد المحسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشاراتك الشبكة الإسلامية.
إجراء الصورة المقطعية للدماغ هو إجراء صحيح، -والحمد لله تعالى- طلعت سليمة، واكتشاف الجيوب الأنفية أعتقد أنه أيضًا أمرٌ ممتازً؛ لأنه يفسِّر جزءًا كبيرًا جدًّا من أعراضك، فالصداع المستمر – كما تفضلتِ – خاصة شعورك به في منطقة العينين وأحيانًا في الرأس، وأحيانًا على الجبين وفي منطقة الجيوب الأنفية، هذا قطعًا مرتبط بوجود هذا الالتهاب المزمن، والطريقة الصحيحة جدًّا هي أن تقابلي طبيبًا مختصًّا في الأنف والأذن والحنجرة.

سوف يفيدك الأخ الدكتور باسل، لكن الذي أراه بالفعل هو أن مقابلة طبيب أنف وأذن وحنجرة سيكون هو الأفضل بالنسبة لك.

بالنسبة للرعشات الفجائية بالأطراف والتي تنتابك ليلاً أو عند مرحلة الدخول في النوم أو أحيانًا في أثناء النوم: بالفعل إجراء تخطيط الدماغ يُعتبر أمرًا مهمًّا، والحمد لله تعالى التخطيط كان سليمًا، وفي مثل هذه الحالة عليك بتجاهل الأمر، عليك بالاسترخاء التام، خاصة قبل النوم، وتجنبي النوم النهاري، وحاولي أن تمارسي بعض التمارين الاسترخائية.

إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) بها كل التفاصيل الخاصة بكيفية ممارسة وتطبيق تمارين الاسترخاء، سوف تفيدك جدًّا -إن شاء الله- في هذا السياق؛ لأن هذه الرعشات ربما تكون ناتجة من القلق أو التوتر أو الإجهاد النفسي.

ولا بد أن أكون واضحًا جدًّا معك، هذه الأعراض أو ما يُشابهها أيضًا يُلاحظ أن بعض الذين يُعانون من النوبات الصرعية الليلية قد تأتيهم أعراضهم في هذا السياق، أرجو ألا تنزعجي لكلامي هذا، هي حقيقة علمية وددتُّ أن أملِّككِ إياها، وما دام تخطيط الدماغ سليمًا، فهذا أمرٌ مبشِّر، وإن كان في بعض الحالات حتى وإن كان تخطيط الدماغ سليمًا ربما يكون هنالك اضطراب في كهرباء الدماغ لم يكن واضحًا على التخطيط.

عمومًا طبّقي ما ذكرته لك من إرشاد، والهدف منه هو أن تكوني في حالة استرخاء جيد، وإن اختفت هذه الرعشات فهذا هو الذي نبتغيه، وإن لم تختف أرجو أيضًا أن تقابلي طبيب أعصاب، هذا سوف يكون جيدًا جدًّا، ربما تحتاجين لأحد مضادات القلق، وإن لم تستفيدي من مضاد القلق فتكون المرحلة التالية هي: أن تتناولي أحد الأدوية التي تنظم كهرباء الدماغ، وهذا احتمال بعيد، لكن وددتُّ أن أطلعك على كل الحقائق حتى تطمئني.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
+++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة د. باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة
+++++++++++++++++++++++++++++
أولا لا بد من الفحص السريري لدى اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة للأنف والجيوب الأنفية, هذا الفحص يتضمن الفحص السريري المباشر والتنظير التلفزيوني لباطن الأنف لفحص حاجز الأنف والقرينات الأنفية، وفتحات الجيوب داخل الأنف من ناحية وجود أي تضخم في القرينات بسبب حساسية أو وجود البوليبات الأنفية أو لأي سبب آخر قد يسبب انضغاطا أو إغلاق لفتحات الجيوب الأنفية، وبالتالي التهاب هذه الجيوب الأنفية المتكرر بسبب نقص تصريفها للمخاط المنتج فيها.

علاج التهاب الجيوب الأنفية ليس بالاستئصال بالطبع، حيث إن هذه الجيوب تشكل جزءا من عظام الوجه, وإنما العلاج هو تأمين تصريف الجيوب باتجاه الأنف عبر الفتحات الطبيعية.

العلاج الجراحي يتضمن إصلاح حاجز الأنف المنحرف، وتصغير القرينات الأنفية، إما بالكي الكهربائي أو بالليزر، كما يتضمن استئصال البوليبات التحسسية إن وجدت وتوسيع فتحات الجيوب الأنفية.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً