الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف الشديد من الموت أتعبني كثيرا فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الخوف الشديد من الموت، ونوبات الهلع المستمرة، وبعض الهلاوس البصرية، وكره الحياة، والإحساس بأني شخص سيء غير قادر على مواصلة الحياة، وحساسة جدا، وحزينة، وأشعر أني وحيدة دائما.

منذ شهرين كتبت لي الدكتورة سيروكويل 100 ملغ، حل مشكلة النوم ولكن لم يحل مشكلتي مع الوساوس، وأشعر بالتعب بعد تناوله؛ لأنني أتنفس من فمي بعد تناوله بساعة، وأكون في قمة الإرهاق، ويحدث انسداد في أنفي لكنه لا يستمر أكثر من ساعتين.

الآن بعد مضي الشهرين لا أزال أخاف، ولا أزال أهلوس، ولا أزال أشعر بأني غير طبيعية، ولست سوية، ودوما أعد نبضات قلبي، ولا أستطيع الصلاة إلا وأنا واضعة يدي على مكان النبض؛ لخوفي من الموت في أي لحظة، فهل من علاج آخر تنصحونني به؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

عقار (سوركويل) الذي أعطاه لك الطبيب هو عقار جيد جدًّا لتحسين النوم، ويُحسِّن المزاج أيضًا حتى وإن كان بدرجة بسيطة، ويُعالج الهلاوس بصفة عامَّة.

والخوف والتوتر الذي تعانين منه يحتاج لعلاج دواء آخر، فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب، أنا متأكد أنه سوف يصف لك أحد الأدوية الجيدة لمقاومة نوبات الهلع هذه، وتوجد عدة أدوية منها: السبرالكس، الزيروكسات، الزولفت، كلها أدوية جيدة وفاعلة، لكن حالتك تتطلب فعلاً مقابلة الطبيب مرة أخرى ليُحدد لك الدواء المناسب والجرعة المناسبة، فلا تنزعجي.

ويجب أن تكون هنالك إضافات أخرى في حياتك، كممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، توزيع الوقت بصورة جيدة، تطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه يمكن أن يُدرِّبك عليها الأخصائي النفسي حين تذهبين لمقابلته.

وأنت الحمد لله تعالى لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، لا بد أن تُطوِّريها وأن تنمِّي مهاراتك، وأن تحرصي دائمًا على النوم الليلي المبكر، والغذاء المنتظم والمتوازن، وتتجنبي النوم النهاري، قوّي صِلاتِك الاجتماعية، حاولي أن تحفظي شيئًا من القرآن، كوني حريصة جدًّا على صلواتك في وقتها، حافظي على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ – هذه كلها علاجات وعلاجات مهمّة جدًّا.

وأيضًا من الضروري أن تُعبِّري عن ذاتك، لا تحتقني، لا تتركي الأشياء التي تُرضيك متراكمة ومُحتقنة في داخل نفسك، عبِّري عن نفسك أوّلا بأول في حدود الذوق وما هو مقبول اجتماعيًا، هذا أيضًا نعتبره نوعًا من التفريغ النفسي المهمّ جدًّا الذي يزيل القلق والتوترات.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأنا على ثقة كاملة أن حالتك سوف تُعالج إن شاء الله تعالى، اذهبي وقابلي طبيبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً