الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نخبر الطفل بأن له أبا بطريقة لا تسبب له ألما نفسيا؟

السؤال

السلام عليكم

أختي لديها طفل عمره 5 سنوات، وهي مطلقة قبل ولادته ب 3 أشهر، والد الطفل لا يريد أن يتعرف عليه نهائيا، والطفل عاش معنا ويناديني خالي، ولكن يعتقد بأننا إخوته، وجده والده، وهو لا يعلم أن لديه أبا، والطفل الآن على وشك الدخول للمدرسة، وسينادونه باسم والده، ولا نعلم ما هي الطريقة التي نبلغه بأن له والد، وأن والده ووالدته منفصلين، نخشى أن يدخل في أزمة نفسية.

أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم هي مشكلة ليست بالنادرة، وإن كانت تختلف ظروفها أو طبيعتها من أسرة لأخرى، أعانكم الله ويسّر لكم الخير.

الأزمة أو الصعوبة النفسية حاصلة حاصلة، وكيف لا والطفل سيكتشف بأن له أبا لم يعرفه من قبل؟! ولكن الموضوع هو كيف نخفف من هذه الصدمة النفسية، والتي لا بد أن تحدث؟

وفكرة طيبة أنكم الآن تفكرون جديا في هذا الأمر قبل دخوله للمدرسة، فالأفضل أن يكتشف هذا الأمر منكم على أن يسمعه أو يكتشفه من الآخرين.

يمكنكم قبيل دخول المدرسة أن تتحدثوا معه ببساطة أن له أبا ككل الأطفال الآخرين، وهو غير الجد الذي يعرفه، فهذا الجد هو والد الأم (أفترض أنه الجد للأم)، وتشرحون له بأن الظروف لم تساعد والده على الاستمرار بالعيش في أسرتكم، أو مع أمه، ولذلك فهم منفصلان ومنذ زمن طويل.

ولا أدري ما سبب افتراق الوالدين، وسبب عدم رغبة الأب في رؤية ولده، فإذا كان أمرا بسيطا، فلا بأس أن تخبروا الطفل بهذا السبب، وإلا فربما يفيد اختراع سبب وجيه ومعقول، بحيث يبرر للأب عدم رؤيته لطفله، مع أنه ليس هناك ما يبرر مثل هذا السلوك من الأب.

طبعا الحل الأمثل الآن وللمستقبل أن يتم التواصل مع الأب ليتعرف على ولده، فهذا خير للولد والوالد، ولكن يبدو من حنايا القصة أن هذا صعب أو مستحيل، ولكن أذكره عسى ولعل.

طبعا ستكون عند الطفل أسئلة كثيرة من مثل متى؟ ولم؟ وكيف؟ فلا بد من الاهتمام بهذه الأسئلة وعدم تجاهلها، وإنما التعامل معها بشيء من المصداقية والصدق، ولكن بالقدر الذي يتفهمه الطفل، ودون الدخول في الخلافات والتفصيلات، ودون محاولة الإنقاص من قدر أي من الوالدين.

ولله الحمد أن الله تعالى قد وضع في الأطفال قدرة عجيبة على المناعة والصلابة النفسية، مما يجعلهم يتحملون مثل هذه الصدمات، ويتعافون منها.

ومما لا شك فيه أن الطفل يحتاج بعد أن يُخبر بشيء من الانتباه والرعاية أكثر من المعتاد، من باب تعويضه عن الخسارة أو الفقدان الذي سيشعر به، كونه لا يعرف أباه.

وفقكم الله، وأعانكم على حسن رعاية هذا الطفل، وحماه من أي سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً