الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة النطق في حالة العصبية والتعب البدني.. ما التشخيص والسبب؟

السؤال

السلام عليكم.

هناك شخص عمره حوالي 20 سنة، ويصعب عليه النطق بشكل مباشر؛ حيث يتلكأ في النطق, مثلا ينطق بجزء من الكلمة ويتأخر في إكمال الكلمة فيشق عليه حتى يكملها, علما أن حالته ليست ولاديه؛ لأن نطقه كان طبيعيا, ولكن بسبب خوفه في سن السادسة أي بسبب حالة خوف أصيب بهذه الحالة وهي صعوبة النطق, علما أنه كلما مر بحالة عصبية أو تعب بدني فإن نطقه يصعب أكثر، فما تشخيصكم لهذه الحالة؟ وما علاجه؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا حول هذا الشاب، ومعذرة عن تأخر الجواب بسبب السفر وغيره.

طبعا لصعوبات النطق أو لفظ الأحرف بشكل غير طبيعي عدة أسباب عضوية ونفسية، وأنا أفترض أنك متأكد من عدم وجود مشكلة عضوية عند هذا الشاب تفسر صعوبة التلفظ ببعض الأحرف أو صعوبة تلفظ حرف بعينه مثلا كحرف السين، وخاصة أنك أشرت إلى حالة من الخوف تعرض إليها في طفولته، والتي يمكن أن تفسر صعوبة النطق هذه.

والعادة أن يكون الشخص قد طوّر بعض الاستراتيجيات لكي لا يتلفظ بهذه الحروف أمام الآخرين، فينتقي كلماته بدقة متجنبا الأحرف التي لا يتقن النطق بها، مما يسبب القلق الاجتماعي، وكما يحصل ربما مع هذا الشاب.

بشكل عام يفيد أن يراجع هذا الشاب أحد الأخصائيين النفسيين للحديث عن مشاعره، وخاصة ما تعرض له من الخوف في طفولته.

وإذا أردنا التركيز فقط على موضوع النطق، والتعود على نطق الأحرف بالشكل السليم، علينا أولا أن نكون قد تعلمنا نطق هذه الأحرف بالشكل المناسب، وهنا يأتي دور التدريب والاعتياد من خلال التكرار، وتفيد محاولة التلفظ بهذه الأحرف بصوت مرتفع وهو بمفرده في غرفته، أو في مكان لا يسمعه فيه أحد.

ومما يعين كذلك حفظ ما يستطيع من القرآن، وتعلم أحكام التلاوة، فالتلاوة الصحيحة لكتاب الله يعني إخراج الأحرف من مخارجها الطبيعية والصحيحة، ويمكن أن يعينه هنا أحد المشايخ أو العلماء في المسجد القريب من مسكنه.

ويفيده كذلك حفظ الشعر، والأمثال القديمة، فمثل هذه الأبيات والجمل والعبارات ستحسّن النطق أولا، وثانيا ستعينه على إخفاء صعوبات نطق بعض الحروف من خلال التلفظ بهذه الأبيات والأمثال اللغوية؛ لأنها ستعطيه جملا مفيدة يتكلم بها في بعض المواقف الاجتماعية المحرجة.

وأنصح أيضا بمراجعة أخصائي العلاج بالنطق، حيث هناك بعض الطرق والمهارات في تعلم النطق السليم.

وفي كثير من الحالات قد تكون صعوبة النطق ببعض الحروف عنده قد ارتبطت ببعض الخجل الاجتماعي أمام الآخرين، وهناك في هذا الموقع الكثير من الأسئلة والأجوبة عن الخجل أو الرهاب الاجتماعي، فعليكما بها.

وموضوع التلعثم ببعض الأحرف متعلق أيضا بموضوع الثقة بالنفس، ومما يعزز هذه الثقة بالنفس كثيرا هو تعزيز إيجابياته ونجاحاته المختلفة في الحياة، فليحاول أن يتعرف على نقاط القوة عنده، وأن يفتخر بها، فلعله هو جيد في بعض الهوايات والمهارات المختلفة...

وليحاول أن يكون إيجابيا مع نفسه، ولينظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ.

وليحاول أن تعبّر عن رأيه في الأمور مع الناس بالرغم من التلعثم، وأن يتذكر بأن التجنب يؤدي للمزيد من التجنب، والنجاح يؤدي للنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا...

ولعل في كل ما ذكرته لك من خطوات تكفي لتعزيز ثقته بنفسه، ومما يخفف عنده من هذا التلعثم.

وفقك الله وإياه، وأطلق لسانه بالشكل الذي يريد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً