الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد التخلص من وسواس القتل، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ شهر تقريبا حصل معي شيء غريب، سمعت عن جريمة قتل، وصرت أخاف وأتخيل أنني من الممكن أن أقتل شخصا أحبه، أنا حامل وأخاف على طفلي من نفسي، التفكير أهلكني؛ لأنني لم أكن أصلي، والآن أصبحت أصلي، فذهب مني التفكير لمدة أسبوع تقريبا، وكنت طبيعية، وقررت الذهاب إلى العمرة لأرتاح.

ذهبت للعمرة، وازدادت الوساوس، ورجعت أفكر بأنني من الممكن أن أؤذي أحدا، وأصبحت أوسوس بوسواس جديد وهو الدين، فعندما أصلي أسمع شخصا يقول لي: لماذا تصلين؟ أو شيئا من هذا القبيل، وأشعر بخوف شديد، وأنني مريضة نفسية، وعند ولادة طفلي لن أستطع التخلص من هذا التفكير.

فأنا أريد الراحة، والتخلص من هذا التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي تعانين منه من فكرٍ مخيفٍ ومُزعج لك هو وسواس قهري، هذه وساوس وأفكار، وقد كان الدافع فيها أو المثير لها هو سماعك عن جريمة القتل، وكما تُلاحظين أن محتوى وساوسك يدور حول نفس مفهوم القتل.

أرجو أن تُحقِّري هذه الأفكار، أرجو أن تطمئني، لا تُناقشي هذه الأفكار أبدًا، بل قولي لنفسك: (هذه أفكار حقيرة، هذه أفكار لن أناقشها، بل سوف أتجاهلها تجاهلاً قاطعًا) واصرفي انتباهك لغيرها من الأنشطة اليومية أو الأفكار التي تكون أكثر فائدة.

أنا سعيد جدًّا أنك الحمد لله الآن مواظبة على الصلاة، وهذا قطعًا سوف يفيدك كثيرًا، الصلاة بها تطمئن النفوس، وعليك بالدعاء والمحافظة على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ.

بالنسبة لهذا النوع من الوساوس – أي الوساوس المُسبَّبة أو الوساوس التي تحدث نتيجة لإثارة نفسية مُعيَّنة – غالبًا لا تستمر كثيرًا، بالتحقير والتجاهل سوف تنتهي، ولا أريدك أبدًا أن تدخلي فيما نُسميه بالفكر التوقعي أو الفكر الافتراضي.

شعورك أنك عند ولادة الطفل لن تستطيعي أن تتخلصي من هذه الأفكار، هذا ليس صحيحًا، وهذه أيضًا تعاملي معها كفكرة سيئة، كفكرة حقيرة، وإذا لم تزل هذه الأفكار بالكيفية التي ذكرتها لك، هنالك العلاج الدوائي، وهو سهل جدًّا، إذا انتابتك الأفكار بعد الوضع يمكن أن تتناولي أحد مضادات الوساوس مثل الـ (سيرترالين) أو الـ (بروزاك) مثلاً، وكلها أدوية بسيطة، ولا أعتقد أنك تحتاجين لها لفترة طويلة. المهم هو التحقير التامّ لهذا النوع من الفكر.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً