الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جسمي كله يرتعش ويهتز أمام التشابك بالأيدي.

السؤال

السلام عليكم ..

بارك الله فيكم وجعل أعمالكم في موازينكم ونور طريقكم.

أعاني من حال سيء، وهو أن جسمي كله يرتعش ويهتز، أمام التشابك بالأيدي، حتى لو دفاعاً عن النفس، لا أخاف أن أدافع عن نفسي، لكن رعشة جسمي تدع أعصابي غير مستقرة، ولا أتمالك نفسي، حين يحصل الخناق وتشابك الأيدي.

ضربات قلبي تزيد بشكل جنوني، وجسمي يهتز بشكل ملحوظ، وأنا الحمد لله، طويل وجسمي ممتلئ، ومن عائلة كبيرة، ونعرف بقوتنا، والقوة لله، ولا نستخدم قوانا فيما لا يرضي الله.

نفسيتي مدمرة، هل أنا جبان أم مريض؟ منذ صغري أرى أمامي التشابك بالأيدي، وخناقات حصلت معنا كثيراً، وكل أهلي ليس فيهم مثل حالتي! حتى لو قمت بالإصلاح بين اثنين متخاصمين جسمي يرتعش، وقلبي يخفق بشكل مريب! هل يوجد حل؟ هل أعصابي ضعيفة؟ وإذا كانت ضعيفة فلماذا قلبي يخفق بالشكل المريب؟

أرجو الإفادة، ربنا يبارك فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف أن جسم الإنسان قد هيأه الله تعالى بنظامٍ يسعى الجسم لحماية نفسه بنفسه حين يتعرَّض للمخاطر، والإنسان إذا واجهَ عدوًّا – أي عدوِّ – كالأسد مثلاً، فأمامه خياران: إمَّا أن يهرب ويفر مُدبرًا، وإمَّا أن يُقاتل بشجاعة واستبسال وقوة، وكلاهما يحتاج إلى ما نسميه بالاستعداد والتحفيز الفسيولوجي والنفسي، وهذا يتمُّ من خلال إفراز مادة الأدرينالين، هذه مادة عجيبة جدًّا، تُحفِّز القلب، وتجعل القلب يتسارع ليضخَّ كميات أكبر من الدم، وهذا الدم يُوزَّع على عضلات الجسم ليزوّدها بالمزيد من الأكسجين لتكون في حالة فعالية أكبر، تكون أقوى، تكون في حالة استعداد لأي حركة يتطلبها الجسم.

فالعملية عملية فسيولوجية بحتة، ويُعرف تمامًا أن الأدرينالين حين يرتفع يؤدي أيضًا إلى الارتعاش، وحين يتكلَّم الإنسان قد يتلعثم، وحتى شعر الجلد يكون متحفِّزًا جدًّا، إذًا العملية عملية فسيولوجية نفسية بيولوجية، تتعلق أيضًا بشخصية الإنسان، فأرجو أن يكون هذا التفسير مقنعًا بالنسبة لك.

آتي للجانب الآخر وهو الجانب النفسي: أخي الكريم: أمر التشابك بالأيدي والتشاجر والدخول في شيء من الهوشات – كما يقولون – ليس أمرًا جيدًا، وليس أمرًا مرغوبًا أبدًا، الإنسان فعلاً إذا أراد أن يستعمل جسده فيما يُرضي الله تعالى هنا لن يحصل الارتعاش أبدًا، لأن الهدف هدف سامي، هدف مُحفِّز، هدف يرفع من الدافعية عند الإنسان، إذًا المقام والظرف والسبب الذي من خلاله يحدث هذا التشابك يلعب دورًا كبيرًا في الكيفية التي يتفاعل فيها الإنسان، وكذلك جسده.

أخِي: تجربتك من الصِّغر مهمَّة، لأنه حدث لك ما يُسمى بالارتباط الشرطي، فأنت كنت تشاهد في أيام صغرك هذه المشاكل والتشابك بالأيدي والخناقات، هذا قطعًا تجسَّد في كيانك الوجداني الداخلي بصورة سلبية، هو نوع من المخاوف ولا شك في ذلك، لكنّه ليس جُبنًا.

الحل هو: أن تتجاهل هذه الأمور، أن تسأل الله تعالى أن يحفظك، وألا تكون من الذين يتشابكون أو يدعون لذلك أبدًا، نعامل الناس بالحسنى، نعاملهم باللطف، نعاملهم بالمعروف، ونخالق الناس بخلق حسن، وحين نكون نحن قدوة حقيقية للآخرين أجسادنا سوف تتفاعل على هذا المستوى، أمَّا إذا أتى ما يمكن أن تسميه تشابكًا في أمرٍ يُرضي الله ففي تلك اللحظة لن يحدث لك أي سوء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً