الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علم النفس الإسلامي وكيفية دراسته دراسة منهجية تخصصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا متخصصة في علم النفس، وأود إكمال دراستي (الماجستير ) في علم النفس الإسلامي! ولكني لم أدرس الشريعة من قبل إلا بعض المواد البسيطة في الثانوية، مع العلم أنني بدأت بالالتزام منذ فترة ولله الحمد! وبدأت أهتم بقراءة كتب الدين كلما أتيحت لي الفرصة؛ حتى أستفيد منها في عباداتي.

وسؤالي هو: كيف يمكنني أن أبدأ في علم النفس الإسلامي؟ أيجب أن يكون لدي خلفية متينة في الشريعة، وكتب التفسير، أم إنه سيأتي ذلك تدريجياً مع الدراسة؟ وما هي الكتب التي ممكن أن تفيدني كمبتدئة في هذا المجال؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يبصرك بالحق، وأن يرزقك العلم النافع، وأن يعينك على العمل الصالح.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فبدايةً أحب أن ألفت نظرك إلى أن الإسلام قد حث بقوة على طلب العلم النافع، سواءً أكان بهدف الدراسة والتخصص أو لمجرد أنك مسلمة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم).

فالواجب على المسلم والمسلمة أن يكونا ملمين بالعلوم الشرعية الضرورية، التي بها يستطيعان أن يعبدا ربهما، ويحسنا التعامل مع أنفسهما، ومع غيرهما من الناس، وهذا أمرٌ واجبٌ لا شك فيه ولا ريب، والحمد لله أنك بدأت هذا المشوار، وإن كنت أود أن تستعيني ببعض العلماء أو الدعاة لديكم لوضع البرنامج أو المنهج المناسب لظروفك ومستواك؛ حتى لا تضيعي وقتك في قراءة أمور هناك ما هو أهم منها وأوجب، وهذا ما أنصحك به أولاً، حتى تحافظي على وقتك، وتحرزين تقدماً ملموساً في حياتك وسلوكك وفهمك.

وأما عن علم النفس وتخصصك فيه، فهذا شيءٌ رائع أن تحاولي التحضير في علم النفس الإسلامي، وهذه خطوة في طريق الدعوة إلى الله، ونصرة الإسلام وقضاياه، ولك عليها عظيم الأجر من الله، بشرط أن يكون هدفك خدمة الإسلام ونصرة قضاياه، ومعالجة المتقدمين إليك من خلال الرؤية الإسلامية الراشدة التي لا مثيل لها في معالجة النفس ومساعدتها في الاستقرار والتأقلم ودفع العوائق، وهناك في المكتبة الإسلامية الكثير من هذه الكتب ما بين قديمة وحديثة، حيث سبقك في هذا المجال عظماء قدّموا للإنسانية أروع ما يمكن تقديمه في هذا المجال.

لذا أنصحك بالاطلاع على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم خاصةً، ثم ما كتبه الأئمة الآخرون كالإمام المحاسبي والغزالي وابن قدامة، ومن المعاصرين أحمد فريد ومحمد إسماعيل المقدم، ورسائل وكتب أصدرتها الجامعات السعودية خاصة في هذا المجال، وهي كلها ولله الحمد متوفرة وبكثرة في جميع المكتبات، وبذلك ستكونين لبنة في صرح عودة الإسلام وظهور نجمه في هذا الميدان الحيوي الهام.

وأوصيك بالدعاء والاستعانة بأهل العلم الثقات.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وخدمة الإسلام وقضاياه.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً