الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد سجائر الحشيش أصبحت أعاني من الهلع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 30 سنة، وأدخن السجائر العادية، وفي إحدى المرات جربت سيجارة الحشيش، وبعد خمس دقائق أصبت بنوبة هلع وفزع، وعانيت من القولون العصبي، وبعد معاناة استمرت سبعة أعوام، قمت بإجراء التحاليل اللازمة، وكلها سليمة، صرف الطبيب دواء فلوكستين50 ملغ، لمدة ستة أشهر، وتناولت الدوجماتيل جرعة 50 ملغ، وبعد سنة تحسنت بنسبة تتراوح من10% إلى 95%، ثم توقفت عن العلاج بشكل تدريجي بعد سنة، لكنني أعاني من الرعشة قبل النوم في الرقبة، وأحلم بالموت، حتى في فترة تناول الدواء لم تتركني تلك الأعراض، قرأت عدة استشارات لنفس حالتي، وتم نصحهم بدواء Moodapex، لمدة ستة شهور للهلع، علما أنني جربت السيبرالكس نصف حبة بعد الأكل، وعانيت من الإسهال بشكل قوي فتركته، أعتقد بأنني أعاني من الهلع وليس الاكتئاب فقط.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fire حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: من المعروف أن شُرب سيجارة واحدة من الحشيش قد تؤدي إلى الإصابة بنوبة هلع، ولو كان لأول مرة، وحتى بعد التوقف تستمر تكرار نوبة الهلع لفترة من الوقت، كما قد تستمر بعض أعراض القلق والتوتر النفسي، ولكنّها -إن شاء الله- تذهب بالعلاج.

الـ (فلوكستين)، هو الاسم العلمي للدواء المسمى تجاريًا (فلوزاك)، وهذه الأدوية مفيدة في اضطراب الاكتئاب والوسواس القهري، ولكنها لا تستعمل كثيرًا في اضطرابات الهلع والقلق.

الشيء الآخر: الـ (سبرالكس)، أيضًا مفيد لحالات الهلع والقلق، ولكن للأسف أحدث آثارًا جانبية مثل الإسهال، وإن كانت ليست من آثاره الجانبية المعروفة، آثاره الجانبية غالبًا تكون ألمًا في المعدة وغثيانا، ولكن عرض الإسهال حصل معك جرَّاء هذا الدواء، ولكنك توقفت عن تناوله.

الـ (مودابكس)، واسمه العلمي (سيرترالين)، هو من مجموعة الـ (SSRIS)، التي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في دماغ الإنسان، وهو دواء فعّال ومفيد في حالات الهلع والقلق، وجرعته خمسين مليجرامًا، نبدأ عادةً بنصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة، وعادةً تتم الاستجابة لهذا الدواء وزوال الأعراض بعد مرور شهرٍ ونصفٍ أو شهرين، وعندها إذا كانت الاستجابة غير كافية فيمكن زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا -أي حبة ونصف- وبعد أسبوعين آخرين يمكن رفعها إلى مائة مليجرام -أي حبتين- وبعد ذلك يجب الاستمرار لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ستة أشهر وزوال الأعراض واستقرار الحالة النفسية يتم سحب الدواء والتوقف عنه بمعدل ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يُتَوقف تمامًا.

والنصيحة الأخرى -يا أخي الكريم- هي العلاج النفسي، العلاج النفسي مفيد جدًّا مع العلاج الدوائي، ويقال أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي أفضل من العلاج الدوائي لوحده، فإذا كان في الإمكان التواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية للاسترخاء وجلسات نفسية دعمية، فهذا يكون أفضل مع تناول الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً