الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع إمامة المصلين والتحدث أمامهم بسبب الخوف

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفع الله بعلمكم وجعله في موازين حسناتكم.

أنا شخص أبلغ من العمر 37 سنة، متزوج ولي أطفال، وأعاني من الخوف الاجتماعي، وقد استخدمت علاج سيروكسات لكني لم أستفد منه.

أعاني من عدم القدرة على إمامة المصلين، وعدم التحدث أمام الناس، أصاب برجفة، وسرعة نبضات القلب، والتعرق، واحمرار الوجه، وتلعثم في الصوت، مع العلم أني كنت أصلي بالجماعة من قبل بدون أي مشاكل وبعدها صارت لي هذه الحالة، وكذلك تركت وظيفة قيادية والسبب هذا الخوف.

أرجو مساعدتي، ووصف العلاج الذي يقضي على هذا المرض نهائيا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف أو الرهاب أو القلق الاجتماعي أسماء لاضطرابٍ واحد يتمثَّل في الإحساس بالقلق والارتباك والتوتر عند مواجهة الناس، إمَّا عند الخطابة أمامهم، أو إمامة الصلاة، أو التحدُّث أمام جمع منهم، أو حتى أحيانًا عند تناول الطعام في مطاعم عامَّة، وهذا ما حدث معك يا أخي الكريم.

العلاج الفعّال للرهاب الاجتماعي هو العلاج السلوكي المعرفي مع الأدوية، خاصة في الرهاب الاجتماعي لا بد من علاج سلوكي معرفي، إذ من خلاله يتم تدريب الشخص على اكتساب مهاراتٍ معيَّنة للمواجهة المتدرجة المنضبطة، والمواجهة إمَّا أن تكون في الخيال أو في الحقيقة، تبدأ بالمواقف الأقلَّ إثارة للخوف والهلع، وتستمر حتى تتدرَّج وتُواجه المواقف الأكثر صعوبة، ويتم هذا من خلال جلساتٍ نفسية أسبوعية، يتم فيها إعطاءك واجباتٍ منزلية لتنفيذها مع المهارات المُحددة للتعامل مع هذه المواقف – كما ذكرتُ – إمَّا في الحياة العملية نفسها، أو في الخيال.

بهذه الطريقة يتم التغلب على كل هذه المواقف، والعلاجات هنا تكون مُكمِّلة ومُساعدة ومفيدة، وهذا قد يفسِّر لماذا لم تستفيد من الزيروكسات؟ بالرغم من أن الزيروكسات من أكثر الأدوية الفعّالة في علاج الرهاب الاجتماعي، مع العلاجات النفسية، العلاج السلوكي المعرفي.

لذلك – يا أخي الكريم – أنصحك باللجوء للعلاج السلوكي المعرفي، وبعدها يمكنك تناول الباروكسات/زيروكسات، أو دواء آخر مثل الـ (لسترال/ زولفت/ سيرترالين) خمسين مليجرامًا، نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك، مع العلاج السلوكي المعرفي، ويمكن أن تستمر على اللسترال لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ذلك يمكنك تخفيضه بسحب ربع حبة كل أسبوع، ولكن أُكرر: الدواء مع العلاج السلوكي المعرفي، فهذا أفضل من تناول الدواء وحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً