الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في الظهر بسبب تركيبة جسمي الفيزيولوجية، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عزباء، عانيت من أمراض عديدة، آخرها كان وجود كيس في الثدي، وبعد المتابعة الطبية زال -والحمد لله-.

قبل ثلاث سنوات شعرت بآلام شديدة في الظهر، وقد راجعت الطبيب، وقمت بعمل أشعة على العمود الفقري، فتبين أنه سليم، وقد رجح الطبيب أن سبب هذه الآلام يعود الى بنيتي الفيزيولوجية، فأنا طويلة 175 سم، ونحيفة 57 كغ، وهذا ما يؤدي إلى دخول الهواء إلى عظام الظهر، وبالتالي تسبب لي هذه الآلام.

أنا الآن أعاني من هذه المشكلة، ولم أجد لها حلا، لا أستطيع السفر، ولا الذهاب لمسافات طويلة مشيا، ولا القيام بأعمال المنزل، وسببت لي هذه المشكلة أرقا وتعبا نفسيا، علما أني أعاني أيضا من القولون العصبي، ويسبب لي آلاما في الكتف.

أرجو منكم النصيحة، وشرح سبب هذه الآلام، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ألم الظهر هو من الشكاوى الشائعة جدا, والمهم فيها هو أن يتم نفي الأسباب المرضية كالانقراص الغضروفي، أو الديسك، أو الأورام، أو الالتهابات، أو غير ذلك.

وبما أنه قد تم التأكد من عدم وجود سبب مرضي للألم عندك, فالمرجح هو أن يكون ناتجا فعلا عن بنية عمودك الفقري, فلقد أظهرت الدراسات بأن الأشخاص طويلي القامة -أكثر من 170 سم في النساء، وأكثر من 180 سم في الرجال- هم أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر, ويعتقد بأن السبب في ذلك هو أن الأربطة حول الفقرات تتعرض للتمطط والتطاول بشكل أكثر من الطبيعي, والبعض يعتقد أن السبب في ذلك عائد أيضا إلى ارتفاع هرمون النمو في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن الطول, وبما أنه لا يوجد طريقة لمنع هذا التمطط، أو منع تأثير هذا الهرمون, فإن الإجراءات المتبعة لعلاج مثل هذه الحالات تهدف إلى التخفيف قدر الإمكان من شدة الألم، مع تفادي الظروف التي تثيره, ولوحظ بأن أغلب الحالات تستجيب جيداعلى هذه الإجراءات إذا تم اتباعها بانتظام, فتهجع أو تختفي الآلام لفترة طويلة، بحيث يتمكن المصاب من ممارسة حياته بطريقة أقرب ما تكون إلى الطبيعي.

وأنصحك باتباع ما يلي:

1- تفادي الراحة المطلقة, فهذا سيزيد في الألم والتشنج, ويجب الاستمرار في ممارسة حياتك ونشاطك اليومي، لكن مع تفادي الحركات التي تثير الألم.

2- ممارسة نوع من الرياضة الخفيفة كالمشي يوميا، لمدة نصف ساعة، مع الحرص على لبس أحذية ذات كعب منخفض.

3- تطبيق كمادات باردة على منطقة الألم, وذلك في 48 ساعة الأولى من حدوث نوبة الألم, ثم بعد ذلك يمكن تطبيق كمادات دافئة, وهنالك بعض الكمادات التي يمكن استخدامها بشكل بارد أو حار حسب الحاجة, ويمكن استخدامها لعدة مرات, وستجدينها في الصيدليات الكبرى, كما وهنالك أحزمة خاصة للظهر تسمى sacral belt يمكنك تجربتها.

4- الحرص أن يكون النوم بوضعية صحيحة، بحيث يتم وضع وسادة أسفل الظهر، إذا كان نومك على ظهرك, أو وضعها بين الفخذين والركبتين، إذا كان نومك على الجانب, ويجب أن يكون الفراش من نوع طبي خاص, فلا يكون صلبا ولا لينا، بل معتدلا بحيث يقدم دعما للعمود الفقري من دون أن يسبب زيادة في تمطط الأربطة والعضلات.

5- الحرص على أن يكون جسمك بوضعية صحيحة، سواء عند الوقوف أو عند الجلوس، أو عند التقاط الأشياء من الأرض, بحيث يبقى الظهر متعامدا مع الفخذين.

6- يمكنك استخدام المسكنات من نوع: بروفين أو نابروكسين, أو باراسيتامول، أو أي نوع آخر ترتاحين عليه عند الضرورة, فهذه المسكنات ستخفف من الألم، بالإضافة إلى أنها ستخفف من تهيج الأربطة والعضلات حولها، خاصة في النوبات الحادة.

7- هنالك بعض الكريمات الموضعية التي يمكنك استخدامها على الظهر، منها كريم يحوي على : capsicum - mythylsaliclate- أو methol .

8- يجب الاهتمام بنوعية الغذاء، بحيث يكون غنيا بالكالسيوم CA وفيتامين-D؛ لأن هذه العناصر هامة جدا في بناء وتقوية العظام والعضلات والأربطة.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً