الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بخفقان شديد في القلب وكأن روحي تسحب مني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، في يوم 28 شوال الماضي، وبعد أداء صلاه الظهر، أحسست بخفقان شديد، وكأن روحي تسحب مني، فتوجهت إلى المستشفى، وعملت التحاليل والتخطيط، وكانت النتائج سليمة، وبدأت أتابع مع دكتور القلب، وهو بصدد عمل إيكو وتخطيط للقلب.

أصبح الخوف من الموت هاجسي على مدار 24 ساعة، والشعور بالدوخة، والخوارج الانقباضية، فأصبحت أخشى الخروج من المنزل خوف الإغماء، وانقلبت حياتي رأساً على عقب، حتى زرت طبيباً نفسياً وصف لي بريستيك 50 ملجم يوميا، وأنا عندي خوف من الدواء، وأخشى أن أكون مريضاً بالقلب، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من الوصف الذي أعطيته، النوبة التي حدثت لك هي نوبة فزع أو هلع، وهو نوع من الخوف الشديد المصحوب بالقلق، والذي قد يعطي الشعور بقرب المنية، ومن ثمَّ يبدأ الإنسان في رحلة الوسوسة، والتوتر والخوف من الموت، وأعراضٍ مشابهة.

أنت -أيها الفاضل الكريم- الآن في مرحلة إكمال فحوصات القلب، حيث إنك بصدد عمل الأيكو وكذلك التخطيط -أي الهولتر-، وهو رصد ضربات القلب لمدة أربع وعشرين ساعة، هذه الفحوصات دقيقة، فحوصات مُقنعة جدًّا، وحتى إن كان ليس لديك علة في القلب وأنا أرى -إن شاء الله تعالى- أنه ليست لديك علة في القلب، إلَّا أن عمل هذه الفحوصات سوف يزيد من اطمئنانك، وسوف يُقنعك بالفعل أن الحالة هي مجرد حالة هلع نفسي، وليست حالة عضوية.

الخوارج الانقباضية التي تُصْدَرُ من القلب أتفق معك أنها مزعجة جدًّا لصاحبها، وعلاجها -إن شاء الله تعالى- ليس بالصعب، بعد أن تنتهي وتُكمل فحوصاتك؛ طبيب القلب غالبًا سوف يصف لك أحد الأدوية التي تُسمى (كوابح البيتا) مثل (إندرال)، و (كنكور)، وهي مفيدة جدًّا حين تتناولها بجرعة صغيرة.

أما بالنسبة لعلاج (برستيك)، والذي وصفه لك الطبيب من أجل أن يُجهض نوبات الخوف التي تعاني منها، فالدواء دواء جيد، لا تتخوف منه، لكن انتظر حتى تُكمل فحوصاتك كاملة، وبعد أن تُكمل الفحوصات يمكنك أن تتناول البرسيتك، فهو دواء سليم وجيد، ويساعد في علاج هذه الحالات، وتوجد أدوية أخرى أيضًا ممتازة مثل (سبرالكس)، لكن اتبع إرشادات الطبيب حسب ما ذكره لك، وكما ذكر لك طبيب القلب، ربما يصف لك أحد كوابح البيتا التي تقضي على الخوارج الانقباضية، وفي ذات الوقت قلِّل من شُرب الشاي والقهوة إذا كنت من الذين يُكثرون، ومارس تمارين الاسترخاء، تمارين التنفُّس المتدرِّج (الزفير والشهيق)، وتمارين قبض العضلات وإطلاقها، من أفضل التمارين التي تُعالج مثل حالتك هذه.

وعليك أن تصرف انتباهك تمامًا، بمعنى ألَّا تُركِّز على الحالة، وألَّا تتوهم أنك مريض بالقلب، لا، الأمر كله مخاوف، -وإن شاء الله تعالى- سوف تزول عنك تمامًا.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Achraf

    سبحان الله انا اعاني من نفس مشكل يربي اشفي كل مريض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً