الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 21 عاما، طالب جامعي، الحمد لله ملتزم دينيا، ولكن أعاني من مشكلة أرهقتني كثيرا وهي كثرة التفكير الزائد بشكل غير معقول والوسوسة، أعتقد مما قرأت عنها أنها وسواس قهري، لدرجة الوسوسة والشك بديني -والعياذ بالله- قبل ما يقارب 10 أشهر أخذت دواء citalopram لمدة أربعة أشهر تقريبا وتحسنت كثيرا عليه، ولكن عندما تركته عادت لي نفس المشكلة، مع العلم أني أخدت الدواء وتركته دون استشارة طبيب.

أحاول قدر الإمكان أن أشغل وقتي، وأن أقطع هذا التفكير عندما يأتي حالا، ولكن هذا لم يجدِ نفعا.

أفيدوني -بارك الله فيكم- ما حل هذه المشكلة؟ وهل أعود للدواء مرة أخرى؟ فهذه المشلكة أتعبتني وبدأت تسبب لي الاكتئاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح ما تعاني منه هو وسواس، والوسواس هو تفكير مستمر بصورة متكررة ومُلحة، وقد تتخذ هذه الأفكار أشكالًا معينة، ويحاول الشخص مقاومته ولكن لا يستطيع.

الوسواس القهري يُعالج إمَّا بالأدوية أو بالعلاج النفسي السلوكي المعرفي، ويستحسن الجمع بينهما، والعلاجات المفيدة في علاج الوسواس القهري هي مجموعة الـ (SSRIS)، وللأسف الـ (استالوبرام) بالرغم من أنه دواء من هذه المجموعة إلَّا أنه غير فعّال بدرجة كبيرة في الوسواس القهري، فعّال في الاكتئاب النفسي وفي نوبات الهلع، لذلك أنا أفضِّل الـ (سيرترالين) على الـ (استالوبرام)، السيرترالين 50 مليجرام، يتم تناوله نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) بعد الأكل وليلاً لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك، ويجب أن تستمر في تناوله لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر بالكثير، وعند التوقف منه يجب التوقف التدريجي، بأن تُخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

وعليك أيضًا أن تستعين بمعالج نفسي لتخضع لعلاج سلوكي معرفي، وسوف يساعدك في اكتساب مهارات معينة لكيفية التعامل مع التفكير الزائد السلبي والتغلب عليه، من خلال جلساتٍ منتظمة أسبوعية، وواجبات منزلية في هذه الفترة، وتُناقش ما يحصل معك مع المعالج النفسي.

إذًا تغيير العلاج إلى السيرترالين، والتواصل مع معالج نفسي – إن أمكن ذلك – هو الأفضل لحالتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً