الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت نوبات القلق والهلع تراودني كل يوم, فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، كان لدي مشاكل شخصية وصحية في السابق، انتهت بالكامل وشفيت منها -الحمد لله-, ولكن منذ ثلاثة شهور تقريبا وأنا أعاني من نوبات قلق، وهلع شديدة، وأكثر شيء يخيفني هو سرعة خفقان نبضات القلب طوال اليوم تقريبا، بسبب القلق الشديد، والخوف من عودة تلك المشاكل التي شفيت منها في السابق.

أصبحت نوبات القلق الهلع تراودني كل يوم, أريد دواء يقضي علي نوبة القلق والهلع panic attack حتى تهدأ نبضات قلبي، وتبتعد عني هذه النوبات، وفي الوقت ذاته أريد أن يعطيني هذا الدواء تفكيراً إيجابياً وليس سلبياً، أفيدوني في أقرب وقت.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لم تذكر طبيعة المشاكل التي مررت بها، وهل هي مشاكل حياتية أم لا؟ ولم تذكر أيضًا الأعراض النفسية التي كانت عندك، وكيفية التغلب عليها، هل تغلبت عليها عن طريق العلاج النفسي، أم بمجهوداتك الشخصية؟

على أيِّ حال: -الحمدُ لله- أنك تغلبتَ على تلك الأعراض النفسية، أمَّا الأعراض التي حصلت الآن -كما ذكرتَ- هي نوبة قلق وهلع، وزيادة ضربات القلب من الأعراض الجسدية، أو البدنية للقلق والتوتر النفسي، ولكن هنا المشكلة التفكير، أو الخوف من رجوع الأعراض التي كنت تعاني منها في السّابق نتيجة هذه المشاكل، وهذا يجعلني أقترح عليك علاجاً نفسياً، تحتاج لمعالج نفسي للتحدُّث معه حول طبيعة تلك المشاكل، أو حول همِّك وخوفك الآن، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا، والعلاج النفسي هو أنسب شيء للتغلب على الأفكار السلبية، واستبدالها بأفكارٍ أخرى إيجابية، أما الأدوية فهي تُساعد في علاج الأعراض الجسدية، مثل زيادة ضربات القلب، وتساعد في اضطراب النوم والاكتئاب وانعدام الشهية، وهكذا.

الأفكار السلبية أحسن علاج لها عادةً العلاج النفسي، وهناك أدوية كثيرة تُساعد في علاج القلق، وزيادة ضربات القلب، وأفضلها ما يُعرف باسم (دولكستين)، الدولكستين ثلاثين مليجرامًا، حبة يوميًا، آثاره الجانبية قليلة، دواء فعّال جدًّا للقلق والتوتر النفسي، دولكستين ثلاثين مليجرامًا -أي حبة- يوميًا، وسوف يبدأ في العمل بعد أسبوعين، وتحتاج إلى ستة إلى ثمانية أسابيع، وتحتاج للاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه، لا يحتاج التوقف عنه لتدرُّجٍ، ويمكنك التوقف عنه فجأة، هذا مع العلاج النفسي، العلاج النفسي -يا أخي الكريم- ضروري جدًّا مع تناول الدواء، حتى تختفي هذه الأعراض، وحتى تتغلب على الأفكار السلبية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً