الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بإهانة وحرج عند التعامل معي بأسلوب غير لائق، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

انا شاب عمري 28 سنة، أخاف من الإهانة، وأشعر بالحرج الشديد في داخلي إذا تعامل معي أحد بأسلوب غير لائق، أو عند الخلاف مع أحد، وأستمر أفكر في الأمر لأيام طويلة، وقد أقاطع الشخص، علما أن في أغلب الأحوال تكون إهانة بسيطة، بلفظ عام.

وأفكر بترك عملي عند التعرض لأية مشكلة، وأشعر أن الآخرين ينظرون إلي نظرة سلبية، علما أني أرد في الجدال والخلاف، لكني لا أرضى عن ردة فعلي.

ولا أتوقف عن التفكير في توقع الأسوأ، وماذا لو حدث كذا وكذا، أو تعرضت لإهانة أخرى، وهذا الأمر يؤثر على حياتي، وأعيش في حالة ضيق.

الرجاء من سيادتكم إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بالكتابة إلينا على هذا الموقع، بكل هذا، أعانك الله وخفف عنك.

يبدو أن السببين الرئيسيين لكل هذه الأعراض شيء من الحساسية الزائدة، والرغبة أو الميل للكمال، فالغالب أنك شديد التحسس مما يقال، وخاصة مما تسمعه من كلام الناس لك، فحتى الأمور التي يعتبرها معظم الناس عادية، فأنت تتحسس منها وتنزعج وتفكر لأيام.

والصفة الثانية التي أراها، وقد أكون على خطأ، أنك تميل لأن تكون أمورك 100٪، وبحيث تحبّ أن تكون الأمور كاملة لا نقص فيها. وإذا سمحت لي، ربما هناك صفة ثالثة، أنك تقيم وزنا كبيرا لرأي الآخرين فيك.

طبعا كل هذه الأمور الثلاثة أمور عادية وموجودة عندنا جميعا، ولكن المشكلة في شدة هذه الصفات وقوتها، ومدى تأثيرها فينا، فالحساسية مطلوبة، ونتمنى لو كل الناس عندهم شيئا من الحساسية ومراعاة مشاعر الآخرين، وإلا لما رأينا كل هذه المصائب التي نراها في المجتمعات، لقلة حساسية الناس، وضعف مراعاتهم لمشاعر الآخرين وعواطفهم.

ولا شك أن كلنا يتألم ويتأثر من إيذاء الناس لنا ومحاولتهم إهانتنا، ولكن من طبيعة الحياة والناس، اختلافهم في المعايير والتصرفات، وعاجلا أو آجلا، قد نتعرض لما يمكن أن يكون فيه شيء من الإهانة أو التصغير لنا، وأرجو أن لا نكون نحن أيضا ممن يفعل هذا مع الآخرين!

والميل للكمال وحسن العمل أيضا مطلوب، والرسول الكريم يقول لنا: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء"، ولكن ضمن حدود، فما زاد عن حدّه انقلب إلى ضده، وكلنا نحتاج أن يكون الناس راضون عنا، إلا أننا يجب أن لا نقتل أنفسنا للحصول على رضا الآخرين وتقبلهم لنا، وكما يقال "إرضاء الناس غاية لا تُنال".

فأرجو أن تفكر في هذه النقاط الثلاث، وأن تعمل على التخفيف منها، ولو بالتدريج، وطبعا لن يحصل التغيير من اليوم الأول، أو المحاولة الأولى، ولكن مع التدرّج يمكن أن تصبح شخصيتك أقل حساسية، وأقل ميلا للكمال، وربما أقل اعتمادا على آراء الآخرين فيك.

ولا شك أن الإطلاع على أدبيات تنمية الذات، وتعزيز الثقة بالنفس من الأمور المساعدة جدا على تحقيق هذا التغيير المطلوب.

وفقك الله، ويسّر لك طريق التغيير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا محمد عمر

    خفف الوطئ على نفسك أخي الكريم فأنا أعاني أيضا ، و لربما اعتزلت في البيت و لم اخرج اذا ضايقني أحدهم ، أعاني من الحساسية مثلك تماما أنصحك بالرقية الشرعية و ستجد في نفسك راحة بإذن الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً