الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشرود والنسيان وإحساس بالنبض في أنحاء جسمي، فما هي مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من مشكلة لازمتني سنين طويلة، وهي شعوري بالنبض في الجهة اليمنى من رأسي وجميع أنحاء جسمي، كما أعاني من دوخة، وشرود ذهني، ونسيان، وعدم الإحساس بالراحة، وأحس أني جسد بلا روح، وسبق أن قرأت الرقية على الماء وشربته، حينها أتاني شعور وكأن شيئا يمشي من طرف قدمي إلى رأسي، وشعرت بقشعريرة وبرود بالجسم، ولا أدري ما هي مشكلتي؟

لقد كنت في السابق إنسانا مرحا وسعيدا، ولا أعاني من شيء، ولكن فجأة شعرت بهذه الأعراض التي ذكرتها.

في يوم كنت ذاهبا للنوم، وبدأت بقراءة المعوذات وأنا مستلق، وأثناء قراءتي للفلق كنت أكرر قول: (ومن شر حاسد إذا حسد) فلاحظت انتفاضة غريبة في يدي وكأن فيها شيئا، فهل أنا مصاب بعين؟

وللعلم: فأنا أمارس العادة السرية منذ بلوغي إلى الآن، أي منذ 6 سنوات تقريبا، وأنا الآن في طريقي للتخلص منها، فكيف أعود لحياتي الطبيعية بدون كل تلك الأعراض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن الذي لديك هو قلق نفسي، والقلق النفسي عندك تجسّدك في شكل أعراض جسدية، وزيادة في اليقظة عندك جعلك تستشعر نبض الشريين السطحية في أعلى الرأس، والشعور بالدوخة وضعف التركيز والنسيان هي أيضًا ناتجة من القلق.

ليس هناك شيء على قلبك، إنما هو نوع من الانقباض العضلي الذي يحدث في القفص الصدري، وهذا ناتج أيضًا من القلق والتوتر.

إذًا كل الذي تعاني منه قلق ظهر في شكل أعراض نفسوجسدية، وأنا أقول لك: لا تقلق، ليس هنالك ما تقلق نحوه، استفد من وقتك بصورة جيدة حتى تتجنب الفراغ، لأن الفراغ يجعل هذه الأعراض تتكالب على الإنسان، واسعَى لأن تكون حياتك صحيَّة، بأن تنام مبكرًا، أن تمارس الرياضة، أن تنظم وقتك بصورة صحيحة، كن حريصًا على الصلاة في وقتها، أن تعامل الناس بخلق حسن، وأن تُخطط لمستقبلك، بأن تكون لك خُطط واضحة من أجل إدارة الوقت، وإدارة الحياة، والوصول إلى ما تبتغيه.

التوقف عن العادة السرية سوف يُعطيك أكثر ثقة بنفسك، وسوف تحسّ أن لديك دافعية جيدة، ويقلّ منك القلق، فأرجو أن تتوقف عنها.

إن كان بالإمكان أن تذهب وتقابل طبيبًا -طبيب المركز الصحي مثلاً أو طبيب الباطنية- وذلك لإجراء فحوصات عامَّة.

إجراء الفحوصات العامَّة نعتبره مطلبًا طبيًّا جيدًا في هذه الأعراض النفسوجسدية؛ لأن الإنسان حين يكتشف أن كل فحوصاته طبيعية وأن أجهزة جسده تعمل بصورة صحيحة هنا قطعًا يقل القلق والتوتر، ممَّا يُقلل تمامًا من وطأة هذه الأعراض النفسوجسدية كما ذكرتُ لك.

وبعد إجراء الفحوصات -أيها الفاضل الكريم- يمكن للطبيب أن يكتب لك أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والأعراض النفسوجسدية، ومن أفضلها العقار الذي يُعرف باسم (سلبرايد) وهناك منتج سعودي ممتاز لهذا الدواء يعرف تجاريًا باسم (جنبريد)، هكذا يسمى، وسعره زهيد، وفعاليته ممتازة جدًّا.

الأدوية مرتبطة بالعمر، يعني إذا كان عمرك أقل من عشرين عامًا فلا تستعمل أي دواء إلا بعد أن يصفه لك الطبيب مباشرة، أما إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فيمكنك أن تتناول الجنبريد بجرعة كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، تناولها لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: موضوع العين: العين حق ولا نشك في ذلك أبدًا، لكن لا توسوس حول هذا الموضوع، الله خير حافظًا، احرص على صلاتك، على أذكارك، احرص على المعوذات (قل هو الله أحد)، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس)، واجعل ثقتك بالله مُطلقة وعظيمة، ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك.

وأنصحك أيضًا بأن تذهب إلى أحد المشايخ الذين تثق بهم، وذلك من أجل الرقية الشرعية، أو يمكنك أن تستمع للرقية وتتابعها بدقة على الإنترنت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً