الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصابة بتكيس المبايض ودورتي غير منتظمة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أتوجه بالشكر إلى جميع القائمين على هذا المواقع الرائع والذي أصبح مرجعاً لنا.

ثانياً: استشارتي الطبية هي: أنني متزوجة، ومصابة بتكيس المبايض، ودورتي غير منتظمة، وآخر دورة لي استمرت 18 يوماً.

ذهبت إلى الطبيب فأخبرني أن ذلك بسبب التكيس، ووصف لي حبوب Tranexamic acid لإيقاف النزيف، مع العلم أنه لم يكن يشبه دم الدورة في غزارته.

وبعد أسبوع من تناولها توقف، فذهبت إلى طبيب آخر فأخبرني أن ذلك كان بسبب وجود كيس وظيفي ظهر من خلال الموجات المهبلية، وتوقف الدم لمدة أسبوع ثم عاد مرة أخرى بنفس المواصفات، واليوم هو اليوم الخامس من عودته.

والسؤال هو: كيف أتصرف في هذه الحالة؟ وهل علي أن أتناول الحبوب مرة أخرى؟

ثالثاً: استشارتي الدينية هي: كيف أتعامل مع هذه الدماء؟ فأنا تعاملت معها كأنها استحاضة ولم أتوقف عن الصلاة.

أكرر شكري وتقديري لجهودكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استمرار نزول الدورة الشهرية لمدة 18 يوم مع تشخيص التكيس على المبايض؛ يعني أن هناك خللاً في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية بسبب ضعف التبويض ونقص هرمون بروجيستيرون، ويصبح هرمون استروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكوّن الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة في كثير من الأحيان، ويستمر نزول الدم لفترة أطول من المعتاد، وتسمى الحالة غزارة الدورة أو (polymenorrhagia).

وهناك أسباب أخرى لغزارة الدورة بخلاف التكيس وهي وجود تليف رحمي Uterine fibroids أي وجود ورم حميد في عضلة الرحم مما يؤدي إلى غزارة نزول الدم، بالإضافة إلى احتمال وجود التهاب مزمن في الحوض، بالإضافة إلى احتمال وجود البطانة المهاجرة، وهي وجود خلايا من بطانة الرحم في تجويف البطن أو حول المبايض وفي الأنابيب.

وهناك أمراض سيولة الدم والخلل في وسائل وآلية التجلط عند حدوث نزيف، ولذلك من المهم عمل ما يعرف بـ pap smeer، أو أخذ خزعة أو عينة من عنق الرحم، ودراسة الخلايا تحت المجهر، بمعنى آخر هناك أسباب عديدة للنزف وغزارة الدورة تحتاج إلى متابعة وتشخيص دقيق، والعلاج بالطبع يكون علاجا للأسباب.

كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية الزائد أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4، وفحص هرمون الحليب prolactin، بالإضافة إلى تحليل DHEA -- FSH - LH -- - ESTROGEN –TESTOSTERONE، مع تحليل هرمون PROGESTERONE في اليوم الـ 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

وعموما لإعادة تنظيم الدورة وإعادة بناء بطانة الرحم وعلاج الأكياس الوظيفية ووقف التكيس في المبايض؛ يجب تناول حبوب منع الحمل كليمن أو ياسمين، ويتم تناول شريط كامل لمدة 21 يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه لمدة 6 شهور والتوقف عنها بعد ذلك، ثم تناول حبوب دوفاستون وهي هرمون بروجيستيرون صناعي وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصاً واحدا مرتين في اليوم من اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

ولا مانع من إعادة تناول حبوب Tranexamic acid للمساعدة في إيقاف النزيف، وفي حال زيادة الوزن أو المعاناة من السمنة يمكنك العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية ومن خلال ممارسة الرياضة، مع تناول حبوب جلوكوفاج 500 بعد الأكل في الغذاء والعشاء لتنظيم عمل هرمون الأنسولين والمساعدة في إنقاص الوزن وتحسن التبويض.

وبالنسبة لسؤالك حول الجوانب الشرعية فيرجى مراسلة قسم الفتوى:

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/%D8%A7%D8%B3%D8%A3%D9%84-%D8%B9%D9%86-%D9%81%D8%AA%D9%88%D9%89

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك إلى ما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً