الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد التميز والنجاح أصبحت لا أجد الرغبة في الدراسة ولا طعم الحياة

السؤال

السلام عليكم.
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، وأود منكم أن ترشدوني إلى حل.

أنا حاليا طالبة بالجامعة، أعاني من الكسل والخمول وعدم الرغبة في الدراسة، وما يحزنني هو أنني أحب تخصصي (الطب) كثيرا، وهو يتطلب اجتهادا وعملا كبيرين، لكنني أكتفي فقط بالحصول على معدل الانتقال، وهذا لا يرضيني، لأنني كنت قبل الجامعة دائما في المرتبة الأولى، ومتفوقة بامتياز.

والآن أنا لا أقوى على الدراسة والعمل، ولا أرضى بتحصيلي، وأحزن أكثر عندما أرى من كنت أفضل منهم قد سبقوني، وأنا أدري أنني أملك المهارات الكافية للتميز، لكنني راكدة وجامدة، ولا أقوى على التحرك والتغيير، ولاحظت أيضا أنه منذ دخولي إلى الجامعة فقدت طموحي وحبي للحياة، وكأنني طاعنة في السن بينما أنا في عز الشباب.

أتمنى أن أجد تلك الفتاة الطموحة المجتهدة التي لا ترضى إلا بالتميز، الواثقة من نفسها، المتفوقة المثابرة الراضية عن نفسها، رجاء انصحوني، فأنا بحاجة إلى صوت مقنع محرك للضمير باعث للأمل رجاء، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nasiha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا -أيتها الطبيبة الزميلة-، ولو بعد حين، أعانك الله وخفف عنك، فدراسة الطب وكما ذكرت تحتاج للتركيز والاهتمام.

والموضوع قد لا يكون مجرد الكلام المشجع، فقد تكون هناك أمور أخرى تحتاج للانتباه.

من خلال سؤالك هناك احتمال بأنك تعانين من حالة من الاكتئاب النفسي، حيث أن معظم الأعراض التي وردت في سؤالك هي من أعراض الاكتئاب، فبالإضافة للشعور بالتعب وكأنك كبيرة في السن، وذهاب رغبتك بالأعمال ومنها الدراسة بعد أن كنت من المتفوقات، وتشتت الانتباه، وضعف التركيز بسبب ضعف الانتباه.

طبعا مع الاكتئاب لا يشترط أن تكوني قد مررت بظروف صعبة مما يفسر هذا الشعور بالاكتئاب، فبعض حالات الاكتئاب تأتي من لا شيء، باعتبارها مرضا ككل الأمراض.

والذي أنصح به: أن تراقبي حالتك ومشاعرك، وأن تحاولي التخفيف من شعورك بالعزلة بالتواصل مع أصدقائك وأسرتك، فالصداقات مصدر من مصادر شعورنا بالحياة، لأن الإنسان كائن اجتماعيّ بطبعه، ولعل هذا الخروج من الوحدة والعزلة هو كل العلاج المطلوب لتصحيح الحال وعلاج الموقف.

ولكن إن طالت المعاناة، واستمر شعورك بهذا الحال، فالأفضل مراجعة الطبيب النفسي أو حتى المرشدة النفسية عندكم في الجامعة، حيث يمكنها أن تأخذ منك القصة كاملة، وتصل معك للتشخيص السليم، ومن ثم تنصحك بالعلاج المطلوب سواء العلاج النفسي المعرفي السلوكي، أو حتى الدوائي عن طريق طبيب نفسي.

وقد يقوم الطبيب ببعض الاختبارات ومنها خاصة اختبار وظائف الغدة الدرقية، فنقص نشاطها يمكن أن يشبه في أعراضه حالات الاكتئاب، وهي كما تعلمين ربما حالة طبية يسهل علاجها بهرمون الغدة الدرقية.

وأرجو أن لا تترددي في مراجعة الأخصائية النفسية، بالرغم من موقف المجتمع من موضوع الطب النفسي، والوصمة الاجتماعية.

فالاكتئاب مرض كغيره من الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان وخاصة في مثل سنك، فالاكتئاب مرض له علاقة ببعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي يمكن تصحيحها عن طريق دواء مضاد للاكتئاب، وممارسة الرياضة أيضا من مضادات الاكتئاب النفسي الفعالة، فاحرصي عليها.

وفقك الله وكتب لك الصحة والعافية، وجعلك من المتفوّقات، لتكوني زميلة لنا طبيبة في المهنة بعد عدد من السنوات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً