الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت حياتي عن الماضي وأصبحت لا أشعر بالسعادة، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أدرس في الجامعة، في السنة الثالثة، عمري 20 سنة، مشكلتي أنني لا أستطيع التركيز بأي شيء، وسريعة النسيان مثلا أنسى أين وضعت الأشياء سواء كانت منذ زمن طويل أم قصير، وأريد المذاكرة ولكني لا أستطيع أشعر بالملل وعدم التركيز مع أنني أحب الدراسة، وذات مرة حصل معي شيء غريب كنت أريد الذهاب إلى الجامعة نهضت من النوم ومارست التمارين الرياضية ولكن شعرت بدوار كأنني سكرانة آسفة على الكلمة، وأيضا عندما أتحدث مع أي شخص لا أشعر بنفسي إلا بعد مدة حتى أستوعب الكلام.

أنا أمارس الرياضة دائما، وأما الآن عند ممارستها أشعر بكسل، وأشعر أنني تغيرت كثيرا أمي وابنة خالتي لا حظوا علي هذا التغيير، تغيرت عن السابق لا آكل، وأحب أن أكون وحدي، وعندما أكون مع صديقاتي أشعر أنني متضايقة وحزينة، الأشياء التي كانت تفرحني سابقا الآن أصبحت عادية، وصرت أشاهد المواقع الإباحية، وأمارس العادة السرية حتى أبعد الملل عني، ساعدوني، وشكرًا.

آسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بكل هذا، أعانك الله وخفف عنك.

من سؤالك هناك احتمال كبير بإصابتك بحالة من الاكتئاب النفسي؛ حيث أن بعض الأعراض التي وردت في سؤالك هي من أعراض الاكتئاب، فبالإضافة للشعور بالاكتئاب هناك قلة الكلام والنظرة السوداوية وذهاب الانبساط من أي شيء، وتشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز بسبب ضعف الانتباه، وربما السهر بسبب اضطراب النوم والأرق، والتكاسل عن القيام بالأشياء التي كنت تحبينها كالرياضة، فهل يا ترى مررت بظرف أو موقف ما مما يمكن أن يفسر هذا الشعور بالاكتئاب، حيث لم يرد في سؤالك لشيء من هذا.

والذي أنصح به أن تراقبي حالتك ومشاعرك، وأن تحاولي التخفيف من شعورك بالعزلة بالتواصل مع أصدقائك وأسرتك، فالصداقات مصدر من مصادر شعورنا بالحياة، لأن الإنسان كائن اجتماعيّ بطبعه، ولعل هذا الخروج من الوحدة والعزلة هو كل العلاج المطلوب لتصحيح الحال وعلاج الموقف.

ولكن إن طال الأمر واستمر شعورك بهذه الحال، فالأفضل مراجعة طبيب نفسي في السودان، وهو يمكن أن يأخذ القصة كاملة ويصل للتشخيص السليم، ومن ثم ينصحك بالعلاج المطلوب، ولا شك أن الطبيب قد يقوم ببعض الاختبارات ومنها اختبار وظائف الغدة الدرقية، فنقص نشاطها يمكن أن يشبه حالة الاكتئاب، وهي حالة طبية يسهل علاجها بهرمون الغدة الدرقية.

وأرجو أن لا تترددي في مراجعة الطبيب النفسي، بالرغم من موقف المجتمع من موضوع الطب النفسي، والوصمة الاجتماعية، فالاكتئاب مرض كغيره من الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان، ومن المعروف علاقة الاكتئاب ببعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي يمكن تصحيحها عن طريق دواء مضاد للاكتئاب.

والرياضة أيضا من مضادات الاكتئاب النفسي الفعال، فعليك بها مجددا.

وفقك الله وكتب لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً