الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر وتشتت في الذهن هذا ما أعاني منه.. فما هو العلاج المناسب لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

فما حل التوتر، والقلق، والتشتت، وعدم التركيز، وخفقان القلب الناتج عن الصدمات، والضغط النفسي المتراكم؟

علما أن الحالة ازدادت عندما دخلت جامعة قبل شهرين تقريبا، وأيضا أعاني من والسواس القهري.

كنت أتناول دواء (laroxal 10) والآن بدأت أتناول (برروزاك) أيهما أفضل؟ وهل يوجد دواء مفيدا لعلاج هذه الأعراض؟ وأعاني من رهاب الامتحان، فهل يوجد علاجا سلوكيا أو دوائيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والتوتر يُعالج من خلال توظيفه وتحويله من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، لأن الذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يقلق لا يُنجز، فالقلق هو الطاقة التي تجعلنا ننتج، وتجعلنا نُثابر، وتجعلنا نُجاهد ونجتهد في كل مرافق الحياة، لكن هذا القلق يجب أن يُقنن، ويجب أن يُرتَّب ويوظَّف بطريقة أفضل، ويجب أن ننظر له نظرة إيجابية، وذلك بأن نشغل أنفسنا بما هو مفيد، هنا يتحول القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي.

تنظيم الوقت من الأشياء المهمة جدًّا للإنسان لكي يستفيد من قلقه، والذي يُدير وقته بصورة صحيحة يُدير حياته بصورة أصح وأجمل.

التعبير عن الذات وتجنّب الكتمان والاحتقان النفسي يؤدي إلى تفريغ نفسي يزيل القلق السلبي، ويبني القلق الإيجابي.

تشتت التركيز وخفقان القلب: هذا كله مرتبط بالقلق – أيتها الفاضلة الكريمة -.

النوم الليلي المبكر مهم جدًّا، تجنب النوم النهاري، التقليل من تناول الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين، ممارسة الرياضة، ممارسة التمارين الاسترخائية هذه كلها علاجات وعلاجات مفيدة جدًّا.

ما أسميته بالصدمات والضغط النفسي: يجب أن تنظري إلى الإيجابيات، ولا تُركزي على السلبيات، الحياة فيها صعوبات ولا شك في ذلك، وجُبلتْ على كدرٍ، لكن ما هو جميل فيها أكثر، والصدمات يتحملها الإنسان ويستعين بالله عليها، ويحل ما يمكن حلَّه، ويتغاضى عمَّا يمكن تغاضيه.

الحمد لله تعالى أنتِ دخلت الجامعة، وهذا أمرٌ جيد، هذا يجب أن يكون مُفرحًا لك، لا يزيد من حالتك، الذي يظهر لي أنه لديك شيء من عدم القدرة على التكيف، لذا انتقالك من مرحلة دراسية إلى مرحلة أكبر جعلك تقلقين، وكان من المفترض أن تفرحي، فابعثي الفرح في نفسك، وابني علاقات اجتماعية مع الصالحات من البنات، هذا يُوسِّع من نسيجك الاجتماعي، ويزيد من ثقتك بنفسك، ويجعلك أقلَّ قلقًا وتوتُّرًا.

أنتِ ذكرتِ أنك تعاني من الوسواس القهري، لكنَّك لم تفصِّلي حوله، كلمة الوسواس القهري تختلط وتشتبه على كثير من الناس، عمومًا إن كانت هناك وسوسة حقّريها ولا تُناقشيها، ولا تتبعيها، وأغلقي الباب أمامها.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أنا أريدك أن تجري فحوصات طبية قبل كل شيء، يجب أن تتأكدي من مستوى الدم، ووظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكبد والكلى، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12) هذه فحوصات أساسية، يجب أن تكون هنالك قاعدة طبيبة سليمة يعرف الإنسان من خلالها وضعه الصحي الجسدي.

لا تُكثري من تعاطي الأدوية، البروزاك دواء جيد، فقط اصبري عليه، وتناوليه بجرعة صحيحة، وهي كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك تنتقلي للجرعة الوقائية وهي كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

لا أعتقد أن هنالك حاجة لتدعيم البروزاك بأي علاج آخر. كل ما ذكرته لك من إرشاد هو في نطاق العلاج السلوكي، فقط أنت مُطالبة بالتطبيق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً