الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف لي الطبيب أدوية نفسية ولكني خائف من تناولها، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب، عمري 27 سنة، معي شهادة بكالوريوس، ذهبت إلى طبيب نفسي وقلت له عن حالتي بأنني أشعر أن العمر ضاع مني وأنا لم أنجز شيئا، كما أن هناك صعوبات في التركيز وتشتت ذهني، وأحيانا عدم تحمل للمسؤولية، مع النسيان، وأحيانا أشعر بأني لا مبال، أشعر بأنني أحيانا أقل من الآخرين، ولا يوجد هدف في حياتي، وأتردد في اتخاذ القرار، لكنني أحمد الله بأني واع جدا، وعلاقاتي الاجتماعية نوعا ما جيدة، ولكني أريد معالجة مشكلتي، لأنني أريد أن أنجز في حياتي.

عند ذهابي إلى الطبيب النفسي وصف لي أدوية مثل: olexa5 حبة يوميا، ونصف حبة يوميا exolpex، لكنني متخوف من تناول هذه الأدوية جدا خوفا من أنها تسبب الجنون أو شيئا من هذا القبيل، كما أني قرأت عن دواء يعطى لمريض الفصام olexa، آثاره الجانبية كثيرة، فترددت في شراء الأدوية، ومن الآثار الجانبية لهذا الدواء: احتمالية الإصابة بداء السكري للذي عنده حالة تأهب لهذا المرض، لأن أبي وأمي يحملون مرض السكري، وأيضا يؤدي إلى تلف في الأعصاب، والباركنسون، لذلك أنا خائف من استعمال هذه الأدوية خشية أن تتفاقم مشكلتي إلى أبعد من الحد النفسي، فماذا أفعل؟

وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا هناك مشاكل تكون في سمات الشخصية للإنسان، الإحساس بالنقص عند المقارنة بالآخرين، والشعور بعدم الإنجاز، والطموح الشديد والتطلع إلى الإنجاز بسرعة، قد يكون ذلك في حدِّ ذاته معوِّقًا للشخص، لأنه يجب ترتيب الأولويات في الحياة، وعدم التحسّر والأسف على ما مضى، وقد ذكرتَ أنك الحمد لله ناجح اجتماعيًا.

لا أدري ما هي الأشياء الأخرى التي ذكرتها للطبيب، ولكنّه طبعًا قام بكشف الحالة العقلية، وهو في وضع أفضل مني لتحديد الدواء أو العلاج حسب ما يراه من كشف.

على أي حال: الـ (olexa) واسمه العلمي أولانزبين يُعطى للفصام، ولكنه أيضًا مثبتًا للمزاج ومُهدِّئًا، ولذلك بعض الأطباء يصفونه كمهدئ ومثبت للمزاج، وأنا أتفق معك في أنه يؤدي إلى زيادة الوزن، وهذه الزيادة لا ترتبط بالجرعة، أي جرعة صغيرة أيضًا قد تؤدي إلى زيادة الوزن، وزيادة الوزن تحدث للأشخاص الذين لهم قابلية أو عندهم تاريخ مرضي في الأسرة لمرض السكر، قد يؤدي إلى ظهور هذا المرض، وهذا ما دفع كثيرًا من زملائنا في الطب النفسي الآن إلى الحرص الشديد في استعمال الأولانزبين.

على أي حال: هذا يمكن التغلب عليه بالمتابعة المستمرة الدقيقة، وقياس الوزن في كل مرة، ومراجعة الطبيب، وذكر هذه المعلومات له، وأنا على ثقة بأنه سوف يقوم بموازنة الأمر، إذا رأى أن هناك مخاطر واضحة من الاستمرار في الأولانزبين فسوف يقوم باستبداله بدواء آخر، ولكن إذا وجد أن الأولانزبين -حسب حالتك وحسب كشفه- هو الدواء الملائم لك فسوف ينصحك بالاستمرار عليه، مع المتابعة المستمرة، لأنه -كما ذكرت- ليس كل الناس تأتيهم هذه المشاكل.

إذًا عليك المتابعة مع الطبيب، وعرض كل هذه المعلومات أمامه، وأنا على ثقة بأنه سوف يقوم باتخاذ القرار المناسب بناء على حالتك النفسية ونتائج الكشف والفحص الذي أجراه لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً